رغباته فيما إذا أحسن المصلي أداء الصلاة. جاء في ياسنا من دين زرا دشت (وبواسطة صلاتي هذه يا مزدا ? أرجو منك طرد الأرواح الشريرة والخبائث).
ومن الأمور التي تهتم بها الشعوب في صلاتها مسألة عدد الصلوات اللازمة على كل إنسان وتعيين أوقات الصلاة بالضبط ليتسنى لكل مؤمن أداء الفرائض في أوقاتها ومواقيتها. وقضية الوقت هي قضية مهمة جداً فإن لم تعين أوقات الصلاة وتضبط التبس الأمر على المؤمن وحار، لذلك ارتبط مواعيد الصلاة بالصلاة مذ صلى الإنسان الأول. وبالنظر إلى عدم معرفة الإنسان طريقة فنية لضبط الأوقات، وبالنظر إلى عقيدة تقديس الأجرام السماوية والانصراف إلى عبادتها ربط الإنسان أوقات صلاته بأوقات ظهور الأجرام السماوية؛ ولا سيما الكبيرة منها، وأعني بذلك الشمس والقمر؛ لأن عقلية الإنسان الابتدائي تمييز هذين الجرمين لكبرهما عن الأجرام الأخرى بسهولة، ولذلك كان الشروق والغروب ووقت الزوال أحياناً من أوقات الصلاة المفروضة لدى غالبية الأمم والقبائل والشعوب.
وحتمت الديانات الآرية القديمة والسامية منذ أقدم الأزمنة على الإنسان الصلاة في أوقاتها، فمن الواجبات الدينية على كل رجل من أتباع زردشت بلغ سن التكليف الديني أن يصلي ثلاث مرات في اليوم صباحاً وعصراً ووقت العشاء (المغرب) وعليه فضلا عن ذلك صلاة وهي الصلاة التي يجب على كل رجل أداؤها حين ذهابه إلى الفراش لأجل النوم، وبعد نهوضه من النوم مباشرة.