(كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً وجاء ربك والملك صَفّا صَفّاً. . .)
والموسيقى التصويرية لون من ألوان التصوير الفني بلا جدال.
التصوير هو القاعدة العامة في تعبير القرآن. . . أكررها مرة ومرة، لا إصراراً على قول، ولكن اقتناعاً بعد درس. وكل ما اطلبه إلى الأستاذ عبد المنعم ألا يحاكمني في هذا الرأي إلى نص أو مثال. ولكن إلى سمة غالبة، وإلى شمول في معنى التصوير كما بينه في مواضع متعددة من كتابي. وإني لأطلب إليه وكتابي بين يديه أن تعود فيقرأه كله ثم يقرأ القرآن!
ويبقى تقويم هذا التصوير، والأستاذ يقول:(إنما بينت أننا لو ربطنا بين سر الإعجاز وبين التصوير الفني وحده نكون قد سوينا بين تعبير القرآن وبين غيره من مواريث أرباب البيان الرفيع في كل لغة إذ أننا نجد في مواريثهم استخدام التصوير ألفني. . .)
ولست أدري كيف يقال هذا الكلام بعد ما رددت به على الأستاذ نجيب محفوظ في تقويم هذا التصوير في القران وفي الشعر عامة؟
أن العبرة ليست باستخدام التصوير، ولكن بمستوى هذا التصوير من التناسق والحياة. وقد كشفت في كتابي في مواضع كثيرة عن تفرد التصوير القرآني في خصائصهِ فلم يبق مجال لمثل هذا الاعتراض الذي ينطبق على جميع طرائق التعبير لا على طريقة التصوير وحدها. ولا حكم فيه على أي طريقة. لأن السمة شيء ومستواها شيء أخر والسلام.