ومن سواك انتضى في كفه قلماً ... نور الهداية من فكيه منحدر؟
ساس الأمور فعاش الكل في دعة ... وإن تفرست عن أعمالهم بهروا
ما حاد في الله يوماً قيد أنملة ... في سِلم من آمنوا أو حرب من كفروا
وإن رأى شبهة جالت بخاطره ... من خشية الله لا ينفك يعتذر
ويقبل الحق مهما كان مصدره ... لم ينسه الحكم يوماً أنه بشر
الناس في عدله طراً سواسية ... كالمشط، ما فيهم سام ومحتقر
هذي صحائف غر راح يبسطها ... (محمد) بأياد كلها غرر
تبسري من الأدب العالي على فلك ... وهالة ما سرى في مثلها قمر
قدمت للشعر عقداً من مفاخرهم ... فما هنالك تثريب إذا افتخروا
حللت تاريخه من كل ناحية ... فكان أجمل تاريخ به صور
سفر يكمله سفر كما حبكت ... ببعضها الآى في التنزيل والسور
فالله يشكر ما قدمت من عمل ... لدينه، ولسان الله من شعروا
محمد برهام
مجمع العرب. . .
اجتمع العرب على مائدة جلالة الملك فاروق جمع كريم من رجالات البلاد العربية وزعمائها وفيهم سمو الأمير محمد بن عيسى آل خليفة عم حاكم البحرين، وهو شاعر عظيم وراوية كبير، فقدم إليه صديقه الشاعر الأستاذ محمد عبد الغني حسن هذه الأبيات:
شَرَّفتَ يا أبن الضاربين في الكَرمْ ... جوانبَ النيل وسَاحةَ الهرمْ
مصرُ التي كانت على طَول المدى ... منارةَ العلم ومصباحَ الُّظَلمْ
لملة الإسلام فيها دَولةٌ ... ولْغةُ الضاد لها فيها جُرمْ
اتحد الجمعُ على ربوعها ... واجتمع الشملُ عليها والتأمْ
قد صَدَقوا العزَم على نيَّاتهم ... والعربيُّ صادقٌ إذا عزمْ
ما العرب إلا أمةٌ واحدةٌ ... لها الجلالُ والجمالُ والِقدَمْ
قد فرقتهم كلُّ أرضٍ حرةٍ ... واتحدوا في ظل ذلك العلمْ