الزمرة، ولم أتعفف عن صد كل مازح أو مازحة بضحكة المستهزئ.
شعرت بأني كدت أعكر الجو، وأجلب حق النفوس علي، التفت إلى رئيس الموسيقى وطلبت إليه أن يعزف رقصة (الفالس)، واجتذبت فتاة ليست على شيء من الجمال، وأخذت أرأقصها برشاقة وبراعة. . . تقلبت خمس رقصات على ذراعي. ولم تكف الفرقة الموسيقية عن العزف لأني دغدغت كيف رئيسها فصار طوع إشارتي.
صفا الجو الذي عكرته بسلاطتي التي ما كان لي محيص عن التوسل بها لإنقاذ نفسي من المأزق الذي حشرني فيه صاحبي على غير قصد. ولما فرغنا من الرقص تكونت حولي الراقصات اللاتي أعجبن برقصي فأخذت أحدثهن حديثاً طريفاً في فن الرقص ثم في الأزياء والعواطف وما تركت القاعة وقد كاد الصبح يتنفس حتى أيقنت أن سلطاني مد رواقه على الفتيات والسيدات والشبان النازلين في ملحق الفندق
لم أنس أن آخذ صاحبي الدميم حين عودتي إلى الفندق، ولما انفردنا قال لي إنه أنتقل إلى ملحق الفندق، فعرف فيه فتاة جذابة أذكت بفتنتها الجذوة الكامنة في قلبه. وقد عقد عزمه على الاقتران بها وأنه سيتزوجها لا محالة.
قلت: أفي النساء عليلة نظر وحس وذوق ترضى بدمامتك وشناعتك؟
أخرسني الخبيث بإشارة فضحكت.
أعدت إلى مسمعه قوله في المرأة أنها هبة الشيطان وسم الأفعى، وعصا إبليس؛ وحكمه على الرجل الذي يدنو منها بأنه خفيف العقل، ممسوس بخيال الغريزة فأجاب.
كان حكمي ذاك قبل أن أصعق بفتنتها.
قلت اذهب إلى فراشك لأنك متعب وسنتحدث في النهار في أمر زواجك.
قال محتجاً: لا، لا أذهب إلى فراشي ولن أذهب إليه، لا أطيق النوم. وارتمى على كتفي كطفل وقال بصوت باك كبكاء الطفل (لقد أحببت سمسم. بكل جوارحي العطشى، ما عرفت الراحة منذ عرفت الآنسة سمسم) ولن يستقر بي قرار حتى أبني بها
قلت: أجاد أنت فيما تقول أم هازل؟
رفع رأسه عن كتفي ونظر إلي نظرة استفسار حادة فتابعت قولي: كيف تكون جاداً وقد اضطرني موقف أصحابك من فتيان وفتيات منك ومني، وإمعانهم في الضحك والاستهزاء