والزبيدي صاحب التاج يقول ردًّا على شيخه: قول شيخنا ظاهرة الخ. . . يُتعجب من غرابته ومخالفته لنقول الأئمة. وليت شعري من المراد بالجمهور، هل هم إلا أئمة اللغة، فهؤلاء كلهم نقلوا في كتبهم أن الطباع مفرد، ولا يمنع هذا أن يكون جمعاً للطبع من وجه آخر كما يدل عليه نص الأزهري. وأرى شيخنا (رحمة الله تعالى) لم يراجع أمهات اللغة في هذا الموضع. سامحه الله تعالى وعفا عنا وعنه، وهذا أحد المزالق في شرحه فتأمل.
وشيخنا أبو العلاء حكمه في (الطباع) بيّن في هذين البيتين:
طباع الورى فيها النفاق فأقصم ... وحيداً ولا تصحب خليلاً تنافقه
هذي طباع الناس معروفة ... فخالطوا العالم أو فارقوا
ووجدت الطباع مجموعة - كما يظهر - في هذا الحديث العظيم في هذا (الدرس) في أدب النفس، وهو خير ما يختم به هذا البحث، وهو في (الطبقات الكبرى) لابن سعد:
قال مُعاذ بن سعيد: كنا عند عطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث، فاعترضه رجل، فغضب عطاء؛ وقال: ما هذه الأخلاق؟ ما هذه الطباع؟ والله إن الرجل ليحدث بالحديث لأنا أعلم به منه، ولعسى أن يكون سمعه مني، فأنصت إليه، وأريه كأني لم أسمعه قبل ذلك.
هذه حكاية (الطباع) الذي أو التي أو اللواتي جاء الأستاذ عبد المتعال - أدام الله نفعنا بفضله - يهيجنا ويهيجنا من أجلها. . .