للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مجتمعة

ثُم لماذا تضفَى نعوت العبقرية على (إميل لودفيج) لأنه كتب عن المسيح عليه السلام كتابة رائعة، ويوسم كتابنا بالرجعية إذا ما كتبوا عن النبي محمد وخلفائه؟

وإنه لعقوق أن يبهر ماضينا بعض المستشرقين فيجردون أقلامهم لتمجيده، والكشف عن لآلئه، كما فعل (استانلي لين بول) في (قصة العرب في إسبانيا) فتغنى بمجدهم؛ لأنهم كانوا شعلة النور في أوربا بعد أن خمدت مدينة الرومان، واندثرت حضارة اليونان، وكما فعل (سيديو) ومؤلفو (التراث الإسلام) و (دائرة المعارف الإسلامية) ثم نعمى - ونحن ورائهم - عن هذا المجد فلا ننوه به.

ولماذا لا يعاب كتاب الغرب وهم ما فتئوا يكتبون عن هوميروس وافلاطون وأرسطو والإسكندر؟

الحق أن الأستاذ سلامة كثير الدعاوى، غريب القضايا، مفتئت على المنطق الذي يريده أساساً للفكر والأدب.

بقيت إشارة عجلي إلى خلط آخر في كتابه كالخلط الذي بيناه في لومه أبا تمام في المقال السابق، تلك أنه نسب إلى العقاد التأليف عن (حسان) فليخبرنا متى كان ذلك؟ اللهم إلا إذا أراد بحسان كل مشايع للرسول منافح عن الإسلام.

- ٥ -

(يكره كتابنا الكلمة الأجنبية، فيقولون سيارة بدلاً من أتومبيل) ص ٣٠

ودعا في كتابه إلى إدخال الكلمات الأعجمية على حالها، واستدل بان العرب أدخلوا في لغاتهم في العصر العباسي كلمات أعجمية.

ولكنه نسى أن العرب استعاروا كلمات من الفرس واليونان والهند بعد أن صقلوها أولاً صقلاً عربياً لتلائم منطقهم، كلفظ آذريون من آذركون، وديباج من ديوفار ونيروز من نوروز الخ وقلما استعملوا الكلمة الأعجمية على حالها، وكان ذلك للتظرف والتملح فحسب مثل كلمة آب صرد بمعنى الماء البارد في قول العماني:

لما هوى بين غياض الأسد ... وصار في كف الهزبر الورد

آلى يذوق الدهر آب صرد

<<  <  ج:
ص:  >  >>