إيروس سهامه الخفية، وفي أحوال أخرى يبدو كالقارورة؛ ولطالما أمرت مِثالاً أن تجلس على الأرض بحيث تجعل ظهرها قبالتي، وذراعها وساقها متجمعة أمامها. ففي ذلك الوضع يبدو الظهر الذي يستدق قليلاُ نحو الوسط ثم يستعرض مرة أخرى عند الأرداف كأنه زهرية بديعة الشكل والتكوين.
وفوق كل هذا وذاك فالجسم الإنساني مرآة النفس، ومن النفس يستمد أعظم جماله. (يا لحم المرأة يا أعجوبة لعجائب، يا أعلى مراتب الطين وأسماها! يا أجلّ مستقر للروح من الحمأ المسنون! يا أيها الظرف المادي الذي تضيء فيه الروح كما لو كانت تضيء في أكفانها. أيها الصلصال الذي يرى المرء فيه انطباع أصابع الخالق المصور! أيها الطين الجليل الذي يستمطر القبلات ويستبي قلوب الرجال! بلغت من القدسية بحيث لا يُدرى إذا كانت الشهوات فيضاً الهيا، طالما كان الحب مسيطراً قاهراً والنفس منجذبة منقادة، بلغت من القدسية بحيث لا يسع المرء عندما تتأجج عواطفه وهو يحتضن الجمال إلا أن يتوهم أنه يعانق الإله)
(أي والله لقد أصاب فكتور هوجو كبد الحقيقة. إن أكثر ما نعشقه من الجسم الإنساني لا يقتصر على الظرف الخارجي الجميل، وإنما هو البس الداخلي الذي يخيل إلينا أنه يشتعل في جوفه ويضيئه.