ويوجد بجانب نوع البحر المتوسط نوع الشمال الذي تنتمي إليه بعض نساء فرنسا ونساء العنصر الجرماني والسلافي والذي نشاهد فيه الأرداف وافية التكوين والأكتاف ضيقة نوعاً. إنه من نوع ما نشاهد في حوريات جان جوجون وفي زهرة واتو التي بلوحته المسماة (حكم باريس)، وفي (ديانا) لهودون ونرى في هذا النوع أيضاً أن الصدر مرتفع بينهما نراه على نقيض ذلك مستوياً في النوع القديم ونوع البحر المتوسط. والحق أقول إن لكل نوع أو جنس من الأجناس جماله الخاص. والمسألة هي اكتشاف هذا الجمال. لقد رسمت بسرور شديد راقصات كمبوديا اللاتي حضرن مع مليكهن أخيراً إلى باريس؛ إذ أن للإشارات والحركات الصغيرة الرشيقة التي تصدر عن أعضائهن الجميلة جمالاً عجيباً مدهشاً.
ولقد عملت عدة دراسات عن الراقصة اليابانية هاناكو ذات العضلات القوية تبرز بروزاً واضحاً كما هو الحال في نوع الكلاب المسمى (فوكس تيريور). أما أربطة تلك العضلات فنامية لحد أن لمعاقدها ثخانة توازي ثخانة الأعضاء نفسها.
إنها لمن القوة بحيث تستطيع الوقوف على ساق واحدة لأي وقت تشاء، بينما تصنع بالأخرى زاوية مع جسمها فتبدو كأنها شجرة غرست في الأرض غرساً. ويختلف التشريح في جسم تلك الراقصة عما هو في أختها الغربية، ولكنه مع ذلك جميل كل الجمال في قوته الخاصة.)
وبعد هنيهة من الصمت عاد إلى الفكرة المحببة إليه قائلاً:
(قصارى القول يوجد الجمال في كل مكان. وليس هو الذي تفتقر إليه أعيننا، بل إن أعيننا هي التي تقصر عن إدراكه ورؤيته. فالجمال سجية وتعبير. هذا ولا يوجد شئ في الطبيعة له من السجية والتعبير أكثر مما للجسم الإنساني؛ فهو يبعث شتى الأخيلة المختلفة بقوته وجماله. فآناً نراه يشبهْ الزهرة بقوامه المائل الذي يكون بمثابة الساق منها، وبالثديين والرأس وجزالة الشعر وكلها بمثابة كأس الزهرة ونضارته. ونراه آناً آخر كالنبت المتسلق اللدن كالساق الفارعة المعتدلة يقول أو ليس لنوسيكا (كأني حينما أنظر إليك أرى نخلة باسقة بجزيرة ديلوس قريباً من مذبح أبوللو وقد نما فرعها الأوحد من الأرض إلى السماء). ثم إذا انحنى الجسم الإنساني قليلاً إلى الوراء كان كاللولب، أو كقوس جميلة يسدد عليها