وبعد فالمدارس المصرية تعلم من النحو نتفاً ضرورية لا غنى عنها في استقامة الأسلوب وفهم المعاني، وشتان بين عهد درس فيه الأستاذ بعض النحو دراسة نظرية جافة مملة وبين تدريس النحو في هذا العهد تدريساً نظرياً عملياً مشفوعاً بالتطبيقات.
ثم لماذا يحرص الفرنسيون مثلا على أن يعلموا الدارسين للغتهم من أبنائهم ومن غيرهم قواعد لغتهم، وهي أحياناً أكثر تشعباً من قواعد اللغة العربية مع رغبتهم في نشرها وسيادتها وتيسير تعلمها على الراغبين؟
وإذا كان الأعراب قد كاد يكون خصيصة للغة العربية وحدها بعد أن قل في الألمانية فإن الوسيلة الوحيدة لتيسيره ليست إلغاءه بالتسكين، ولا الفوضى في نطق الحركات كيفما جرى بها اللسان وإنما بكثرة القراءة والمران، والتدريب على القواعد الموضوعة لهذا اللسان.