هذا المأخذ. . . إذا لأصبح العوضي في مكانه اللائق به.
ثروت أباظة
١ - زوبعة الدهور: تأليف مارون عبود
فصول عن (دار المكشوف) بقلم خفيف سريع الحكم يعتصر حكمه على المعري من عاطفته ويستدل بشعر المعري بتنزعه من قصائده ويمهد لخواطره عن الشاعر
يدور الكتاب حول حياة المعري أو المعضلة العلائية ويمضي الكاتب يصف عصر المعري بعصر الأسرار ويفيض عن مدرسة أبي العلاء وصلته بالحاكم ويستطيل به القلم حتى يصل به القول إلى أن العصر ظفر منه بشاعر العقل الفاطمي.
وعند الكاتب أن المعري لم يضرب عن الزواج لأنه لا يريد الجناية على أحد ولكنه أضرب لأنه يؤثر الصفة ويحدد النسل عند الإضرار ولا يسمح بتعدد الزوجات ويثور للعرض المهصور ثورته للدم المهدور.
وقد أسرف الأستاذ المؤلف وزاد وأطال كي يثبت أن المعري شيخ الفاطمية الأعظم. وإليك ما انتهى إليه (في مذهب أبي العلاء)(من طالع سيرة المعز والعزيز والحاكم الفاطميين رأى أبا العلاء لا يخرج في حدود تعاليمه عن تخوم آراء هؤلاء الثلاثة، ومن أسعده الحظ وقرأ رسالة النساء الكبيرة في كتب الدروز يرى أن النبع واحد كل يريد أن يقصي المرأة وينحيها خوفاً من الفتنة).
والمؤلف جرئ كثير التحامل والشطط من ذلك حكمه بأن أدب العميان جميعاً فيه رائحة عفنة لا تعجبه. وهو قد يكون على شئ، ولكن في أدب العميان مثل بشار سحر لا يشاب بعضه ولكنه يمزح بالسخر والصدق والصرامة؛ وفي نظرات المعري نفسه صدق ومضاء غاب عن المؤلف؛ والمرارة شئ والتعفن شئ آخر.
والكتاب جمعية من الخواطر الأدبية في ثوب باحث وأسلوب يشوق القارئ بحديثه لولا الإطالة والإطناب حول المعري والدعوة الفاطمية التي استولت على المؤلف وأضاعت عليه وقتاً كان في حاجة إليه في جوانب أخرى عن المعري. . .