سنة ١٨٧٨ بالثناء عليه وبعد ذلك أرسل إلى البانيا لتنفيذ العهدة البرلينية المتعلقة بها، فدوخ الثائرين، وعاد بعد حين إلى الأستانة ولبث يقوم فيها بالمهام الجسيمة في الجيش حتى أرسل إلى مصر معتمداً عالياً.
الشيخ حسونة النواوي:
الحنفي
هو حسونة بن عبد الله، أصله من نواي، قرية تابعة لملوي، من أعمال أسيوط، ولد سنة ١٢٥٥م، ولما ترعرع حضر إلى الأزهر، وتلقى به العلم على شيوخ وقته، وكان حضوره الفقه الحنفي على الشيخ عبد الرحمن البحراوي، والمعقول على الشيخ محمد الانبابي والشيخ على بن خليل الاسيوطي. ثم درس به، وأحيل عليه تدريس الفقه بمدرسة دار العلوم ومدرسة الإدارة التي سميت بعد ذلك بمدرسة الحقوق، ودرس آخر بمسجد محمد علي بالقلعة فكان له من مجموع وظائف هذه الدروس ما حسن به حاله، وألف في أثناء ذلك كتابه (سلم المسترشدين في الفقه الحنفي) لتلاميذ مدرسة الإدارة، ونال في شهر شعبان سنة ١٣٠٢م كسوة التشريف من الدرجة الثانية.
ثم لما شرع الخديو عباس باشا الثاني في أوائل توليته في تحسين حال الأزهر، وإصلاح نظامه، وطريقة التدريس فيه، وإبدال بعض الكتب التي تقرأ فيه بغيرها، وإدخال بعض العلوم فيه كالرياضيات، وتقويم البلدان والتاريخ وغيرها وذلك بسعي الشيخ محمد عبده وغيره رأى الساعون تعذر ذلك مع وجود الشيخ محمد الانبابي شيخاً عليه، ولم يشأ الخديو عزله دفعاً للقيل والقال، فألف مجلساً من العلماء ينظر في شؤونه سمى بمجلس الاداره، والتمس رئيساً له يعين على أحداث النظام المطلوب فأشير عليه بالمترجم لما عهد فيه من الشهامة والصرامة، وسعى له بعض كبار رجال الحكومة ممن سبق لهم التلقي عليه بمدرسة الإدارة فأقيم رئساً لهذا المجلس، واخذ من الاستبداد بأمور الأزهر حتى انحصرت فيه كلياتها وجزئياتها، وصار هو الشيخ في باطن الأمر حتى ضجر الشيخ محمد الانبابي ثم اعتلت صحته، فاستقال في ٢٥ ذي الحجة سنة ١٣١٢، وأقيل في ثاني المحرم سنة ١٣١٣.
فجاءت استقالة الشيخ على وفق مأمولهم، وأقيم المترجم شيخاً على الأزهر بدله، فكانت