رجولتكم، فإنكم همج في رأي الأستاذ سلامة موسى!!
أيها الطامحون إلى الاستقلال التام، الثائرون للكرامة والحرية المغصوبة! رويدكم فإنكم متأخرون في زعم كاتب من كتاب مصر!!
أيها الآباء! أيها المربون للجيل الجديد! أيها الواضعون للقاموس اللغوي الجديد! احذفوا من لغتكم كلمات العرض والثأر والدم وإضرابها لتنشئوا نعاجاً لا تثأر ولا تثور ولا تغار!
- ٤ -
(وما زلنا نلتزم عبارات مقتبسة يعافها الذهن الذكي، ومرجع هذه العبارات تلك البلاغة العاطفية الانفعالية التي تعلمناها وغرست في نفوسنا قيمة مزيفة للاستعارة والمجاز، فما زالت صحفنا مثلا تقول:
عرض على بساط البحث، بدلا من عرض للبحث
وخاض غمار القتال، بدلا من قاتل
وحمى وطيس الحرب، بدلا من حمى القتال
ودارت رحى المعركة، بدلا من دارت المعركة
ووضعت الحرب أوزارها، بدلا من انتهت المعركة الخ
ونحن نستغني عن الاستعارة حين يمكن الاستغناء عنها أو حين تعكس مجتمعاً يخالف مجتمعنا) ص٧٣
ولكن الاستعارة - ما دامت في موضعها، وصدى لشعور الأديب وانفعاله وخياله - جوهرية في النص لا يمكن الاستغناء عنها، وإلا فقد التعبير عن النفس قيمته وقوته وجماله
ولا عيب في أن نشير بعض الاستعارات إلى حياة سابقة، لأن الكلمات التي نكتب بها ونشعر، لها تاريخ وأعمار وأطوار وأحوال مرت بها تخالف في كثير أو في قليل المعاني الجديدة التي نطلقها عليها الآن، وما زالت اللغات الحديثة حافلة باستعارات تعكس صوراً قديمة ليست قائمة، بل إن بعضها يشير إلى أساطير عتيقة.
وأنا أبين خطأ الأستاذ في عيبه هذه التعابير التي تتداولها الأقلام:
١ - (عرض على بساط البحث): يتوهم أن هنا زيادة يمكن الاستغناء عنها، ولكن المعنى إذا حذفت كلمة بساط ليس كالمعنى بها، فكلمة بساط أفادت أن البحث واسع، حر، واضح،