قوة حربية يمكنها الدفاع عن حلب تقدر أن تقطع خط الرجعة على أي جيش يسير من سوريا إلى العراق وبالعكس. ومن المؤكد أن الهجوم على جانبي المثلث واحتلالهما من قبل قوة تعسكر شمالي حلب، اسهل بكثير من سوق قوة من العراق إلى سورية أو بالعكس للدفاع عن أحد هذين الجانبين
وإذا لاحظنا أن الأتراك حكموا البلاد مدة تزيد على ٦٠٠ سنة نرى أن الأثر الذي أبقوه وراءهم بسيط جداً؛ إذ لم يتمكنوا من التأثير على الثقافة العربية - وبالرغم من مرابطة الفيالق في الأتراك في اكثر المراكز الهامة، ومن وجود موظف أو موظفين كبيرين من الأتراك فقد كان أكثر الموظفين الصغار عرباً وكانت أكثرية أهل البلاد يحكمهم الزعماء لا الحكومة؛ هذا عدا عن بقاء اللغة العربية اللغة المستعملة في البلاد. وهكذا نضطر أن نعود إلى معادلتنا الأولى وهي أن العرب ضعفاء بقوتهم الحربية أقوياء بثقافتهم.
أرجو إن سمحتم لي أن أعدد نتائج العوامل الجغرافية التي وصلنا إليها مرتبة كما يلي
العوامل الجغرافية الخارجية
١ - إن بلاد العرب ممر بين أوربا وآسيا يحيط به بلاد فارس والأناضول من جهة، والصحراء الكبرى والسودان من جهة أخرى.
٢ - إن البلاد العربية هي الجسر البري الوحيد بين أفريقيا وبين بقية أقطار العالم الأخرى
٣ - إن بلاد العرب نقطة الاتصال بين ثلاث قارات، وهي قلب العالم القديم
العوامل الجغرافية الداخلية
١ - إن بلاد العرب تكوّن مثلثاً تتوسطه بادية الشام
٢ - إن بادية الشام فرقت بين الأقطار العربية، كما أن سورية والعراق اتصلتا بحكم مركزهما الجغرافي بالأناضول ومصر وإيران وأوربا، وهذا الاتصال جعل لهما ثقافة خاصة تختلف عن ثقافة قلب الجزيرة العربية
٣ - إن بادية الشام هي طريق الاتصال لسكان قلب الجزيرة العربية الذين ما زالوا على اتصال بالأقطار الشمالية، والذين حافظوا على ثقافتهم العربية
٤ - بينما تجد بادية الشام واسطة نقل وبث للثقافة العربية نراها تقف حجر عثرة في سبيل