إذ أن هذه الدقات يتغير عددها وانتظامها بين آن وآخر تبعاً لظروف الإنسان وحالته العصبية.
غير أن احتمال وجوده هذا الجهاز الحيوي الذي يقيس الزمن في أجسامنا لا يفسر لنا كنه كثير من التجارب الشخصية التي تحدث لكل واحد منا بين آن واخر، الا وهي معرفة بعض حوادث المستقبل قبل وقوعها. فكلما شعر أن كثير من أحلامنا تصور لنا صوراً جلية واضحة من المستقبل. وقد أجريت عدة تجارب علمية لإثبات ذلك واتضح منها صحة هذه النظرية، ويظهر أن الاعتقاد بإمكان رؤية المستقبل قد صادف ميلاً كبيراً عند كثير من المفكرين والمؤلفين وعند الجمهور في الأيام الأخيرة. فهناك كثير من الروايات التي تكتب على هذا الأساس وهناك الكثير من المؤلفات العلمية التي تبحث في هذا الموضوع الغريب. فمن اشهر ما كتب حديثاً عن ذلك كتاب (تجربة عن الزمن) تأليف الكاتب الإنجليزي ج. و. دن وهذا الكتاب يفسر تجارب المؤلف الشخصية في إمكان رؤية المستقبل، ويوضح ذلك بنظرية المتواليات الزمنية. وهناك كذلك كتاب المفكر الإنجليزي المعروف هـ. ج ولز عن كنه المستقبل وهو يعطى في هذا الكتاب تاريخ العالم في المستقبل القريب لا كخيال يتوهمه، بل كحقيقة واقعية رآها صديق له عند قراءته لكتاب حقيقي للتاريخ مكتوب في سنه مقبلة
والعلم الحديث لا ينكر رؤية المستقبل. إذ لو أننا تصورنا إمكان وجودنا في طيارة سائرة بسرعة اكبر من سرعة الضوء لما أيمكننا أن نرى أو ندرك شياً من العالم الزمني الموجود، بل إننا نصبح خارج نفوذ الزمن ونصبح أبديين. وهذا مما يقرب إلى العقل البشري إمكان خروج المادة والإنسان عن نفوذ الزمن وتقديره، ويمكن الإنسان من تصور رؤية المستقبل كحقيقة واقعية تحدث عند خروج الفكر وقتياً عن دائرة الزمن
ويميل بعض المفكرين إلى تفسير رؤية المستقبل بافتراض طبقتين للعقل الإنساني - الطبقة الأولى وهي التي نحس بها بالمقاييس الثلاثة المعروفة والتي نستعملها في حياتنا اليومية، وهي التي تشعرنا بمرور الزمن. والطبقة الثانية وهي التي نحس بها بالمقياس الرابع (وهي نتيجة نظرية اينشتين المعروفة التي ينسب فيها الزمن للمسافة) والتي تعطينا في بعض الأوقات قوة على إدراك المستقبل إذ تخرجنا وقتياً عن نفوذ الزمن وتجعلنا جزءا