للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الفردية الصغيرة. فأنشئوا المزارع الحكومية الواسعة والمزارع التجمعية ومحطات للجرارات والآلات الزراعية لتقوم بجميع العمليات الزراعية.

المزارع الحكومية (مزارع السوفهوز)

رأى السوفييت أن ازدياد مساحة الأراضي وامتداد الزراعة في المناطق النائية لا يتأتى بإنشاء المزارع الحكومية الواسعة التي سموها باسم (سوفهوز)، وقد بدءوا إنشاءها من مبدأ حكمهم فبلغ عددها في سنة ١٩٢٢ ألف مزرعة تقريبا. ومن سياستهم أن يعمل فيها العمال الزراعيون كموظفين بمرتب ثابت، وكونت حكومة السوفييت لجنة للحبوب غرضها تنمية مزارع الحبوب الحكومية للحصول على كميات من الحبوب تزيد قليلا في السنة عن مليون ونصف طن، فأنشئوا ١٥٠ مزرعة حكومية جديدة مساحة أراضيها ١٢ مليون فدان في جمهورية قراقستان، وفي الفولجا الأوسط والسفلى وفي ألأورال وشمال القوقاز وأوكرانيا وجمهورية البشكير وأنشأوا بعض المزارع الكبيرة في المناطق الجافة وشبه الجافة، وكانت أراضي هذه المزارع قبل الانقلاب الزراعي الميكانيكي في الروسيا لا يمكن الانتفاع بها في الزراعة

وتعتبر هذه المزارع محاولة من حكومة السوفييت لاستعمار هذه المناطق التي كانت فيما سبق مراعي طبيعية للخيل والأغنام، ولكي ينتفع بهذه المساحات الهائلة من الأراضي التي طردت منها الأغنام والخيل اعتمد السوفييت اعتمادا كليا على استعمال الآلات في الزراعة ليتجنبوا بذلك فعل الرياح الحارة الجافة المحرقة للمحصولات. ولا جدال في أن ري هذه الأراضي إذا أمكن يأتي بالفائدة المطلوبة، ولكن هناك صعوبات تجعل ريها باهظ التكاليف، لذلك اعتمد السوفييت في سقيها على ثلوج الشتاء، فهم يحرثونها بعد إزالة المحصول الصيفي، ثم يزرعونها في الربيع بعد ذوبان الثلج زراعات متعاقبة من القمح. وقد أنتجت هذه الأراضي البكر محصولا فاق كل متوسط في الأراضي الروسية الأخرى.

وقد بلغ عدد العمال الزراعيين في هذه المزارع الحكومية في موسم سنة ١٩٣٤ ثلاثة ملايين نسمة فيما يزيد قليلا عن أربعين مليون فدان زرع ثلاثة أرباعها حبوبا. وبلغ عدد المزارع عشرة آلاف مزرعة مساحتها ٢٨ مليون فدان منها مساحات كبيرة لم تزرع بل تركت للرعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>