للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تتبعها خطوات أجرأ منها وأعظم في وضع أساس الوحدة المنشودة التي يجب أن تمتلئ بالإيمان بها قلوبنا وعقولنا. والتي بها نستطيع أن نرفع مستوى المدرسة رفعا يليق بكرامتنا ونهضتنا.

لهذا نرى أن من واجبنا الأول أن نضع في رأس سياستنا التعليمية الجديدة توحيد معاهد تخريج المعلمين لأنا نؤمن أن في هذا التوحيد الخير كل الخير لمعاهدنا العلمية. فإذا كنا قد آمنا بأن التوحيد ضروري وأنه لازم لمدارس المرحلة الأولى من التعليم الإلزامي والأولى والابتدائي فإنه لاشك ألزم لمعاهد المعلمين المكلفين بالسهر على تكوين النشء وتثقيفهم حتى تتركز في تضافر المعلمين وتآزرهم وتعاونهم تلك المعاني السامية العظيمة التي ننشدها في مدارسنا ومعاهدنا وأبنائنا بل وفي وحدتنا العامة وجامعتنا العامة وأخوتنا العامة.

أما المشكلة الأصيلة الثانية في تكوين المعلم فتنحصر في العمل الجدي على تقوية روحه وشخصيته وخلقه وضميره والسمو بها جميعا إلى المكانة التي تشعرها حقا بجليل رسالتها وعظيم مسئوليتها أمام الله وأمام الوطن وأمام الأمة جمعاء. ولن نتمكن من السمو بالمعلم هذا السمو المنشود إلا بتمهيد السبيل الحق إلى انتقائه من بين الصفوة الممتازة بخلقها وبحبها الحقيقي للمهنة، ولن نستطيع أن نصل إلى هذه الأمنية مطلقا إلا إذا سوينا على الأقل بين المعلمين وبين زملائهم وإخوانهم من رجال القضاء والمهندسين والأطباء وغيرهم من أرباب المهن المحترمة الأخرى. صحيح أن هذا سيكلف الدولة بعض المال ولكنه في الوقت ذاته كفيل برفع مستوى المعلمين رفعا يؤثر في الجيل الناشئ تأثيرا كبيرا لأن هؤلاء المعلمين الذين يلجون المهنة حبا في المهنة والذين تختارهم من الصفوة سيدفعهم حبهم لعملهم دفعا إلى بذل الجهود الحقة في تنشئة الجيل الجديد على المبادئ السليمة التي تنشئ أبنائها عليها الأمم القوية العزيزة فيكون مكسبنا من وراء عملهم مكسبا لا يقدر بمال، فعلينا أن نبني سياستنا الجديدة على تكوين هؤلاء الرجال حتى نضمن لمصر وللأمة العربية كلها نهضة رائعة تعيد إليها سالف مجدها وغابر عزها.

هاتان هما المشكلتان الأساسيتان من مشاكل التعليم والمعلمين وحلهما كفيل برفع مستوى المعاهد الدراسية وبحل مشكلة تكوين الجيل الجديد. فإذا عملنا حقا على حلهما فقد ضمنا لهذه الأمة حياة مستقبلة سعيدة وقوة حافزة جديدة تضعها في مصاف الأمم المحترمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>