المبادئ الأساسية والمعتقدات. فالفصول الثلاثة الأخيرة قد تكون أكثر فصول الكتاب خطرا، بل إنها من ناحية عملية بحتة قد تكون أهم ما فيه). فترى من ذلك أن المترجم قد استباح التصرف في أخطر فصول الكتاب بحكم المؤلف نفسه، وأن ترجمته لم تعد بمغنية عن الأصل بحال، وأن تعبه يوشك أن يكون مجهودا قليل الثمر.
فماذا يقول بعد ذلك؟
كلمة واحدة. فأما ترجمة صادقة، أو لا ترجمة على الإطلاق. وليمحق عهد الوصاية إلى الأبد.
نجيب محفوظ
الترتيب التاريخي للزوميات المعري
كتب إلينا من بيروت الدكتور عمر فروخ رسالة مطولة حول هذا الموضوع يقول فيها:
طالعت المقالات التي كتبها الدكتور عبد الوهاب عزام عن لزوميات المعري وعن ترتيبها التاريخي في مجلة الرسالة الغراء، ولقد لفت نظري أمران.
أولهما - أن الدكتور عزام قال في آخر المقال الثالث:(هذا ما بدا لي في تاريخ اللزوميات وترتيبها، فمن بدا له ما يؤيد رأيي أو ينقضه، فليتفضل مشكورا بالإدلاء برأيه والإبانة عن حجته) ومعنى ذلك إنه أول من فعل ذلك
وثاني الأمرين - أنني وجدت شبها عظيما بل تطابقا بين الأسس التي اتخذها الدكتور عبد الوهاب عزام لترتيب اللزوميات وبين الأسس التي كنت قد استخرجتها ثم جعلتها أساسا لكتابي (حكيم المعرة) الذي صدر في بيروت في فبراير من عام ١٩٤٤ أي منذ عام ونصف عام، وذلك لمناسبة مرور ألف عام على ولادة أبي العلاء المعري (٣٦٣ - ١٣٦٣ هـ)
في هذا الكتاب عنيت عناية بالغة بوضع أسس لترتيب اللزوميات، إذ أنني كنت أحاول حل قضية معقدة، هي ما ينسيه بعض الكتبة المتأدبين الذين يتعرضون لمعالجة الموضوعات الثقافية من التناقض إلى حكيم المعرة. وبعد تدبر هذه القضية بدا لي أن ذلك راجع إلى ترتيب اللزوميات على حروف الروى ليس الترتيب التاريخي لها مما بسطته في