موضعه، وليس هذا موضعه. ولقد كانت دراستي كلها مبنية على هذه الفكرة الأساسية.
ثم ذكر الدكتور فروخ طريقته في ترتيب اللزوميات ترتيبا تاريخيا. . .
وخرج من ذلك إلى أن الدكتور عزام قد اطلع على كتابه الذي نشره منذ عام ونصف واستفاد من طريقته ونتيجته، ثم لم يشر إلى ذلك في بحثه، والقارئ المنصف لا يرى في ذلك التشابه مظنة للاختلاس أو الاقتباس، إذ ليس من البعيد أن يقع كاتبان في موضوع واحد على نتائج متشابهة إذا كان البحث قائما على الاستنباط والاستنتاج من نصوص واحدة. وترتيب اللزوميات ترتيبا تاريخيا يقتضي النظر في تتبع حوادث التاريخ وتحقيق أقوال الناظم، فلابد أن تتقارب النتائج ما دام النظر سليما، والبحث قويما، والغاية واحدة
عمر فروخ
حول (أصداء بعيدة)
قرأت في (الرسالة) كلمة عنيفة وجهها إلي صديقي الكاتب الأديب الأستاذ ثروت أباظة لمناسبة صدور ديواني الجديد (أصداء بعيدة)؛ ولست أدري ما الذي دفع صاحبنا إلى كتابة ما كتب ولا أود أن أقول (من الذي)، فأنا أثق في نزاهته واستقامة فطرته الأدبية
وفي ديواني مقال طويل عن فني في الهجاء وبراعتي في ذلك الفن، واستقامة الفكرة والتعبير بين يدي، وسهولة النظم وعذوبة العبارة مما أوشك أن يذهب بشعري كله مذهب السهل الممتنع
أتدري - أيها القارئ الكريم - من الذي كتب ذلك التمجيد؟ إنه ثروت أباظة بعينه. . .
قال صاحبنا: إن في الديوان إسفافا وسقوطا. . . ثم أخذ القارئ ليضرب له مثلا، مثلا على الإسفاف والسقوط. . . فماذا صنع، وعلى أي شيء وقع؟ وقع على الأبيات الآتية، وهي من قصيدة في الهجرة المحمدية:
فتح القفر روحه للصديق ... ين فأمسى باديه كالبستان
أُّيما ذرة من الرمل غنت ... ولكادت تهم بالطيران
حدثت أختها وفيها دبيب ... وهي نشوى بمقدم نشوان
وأول ما ألاحظه عليه أنه روى البيت الأخير خطأ فقال (بمقدم النسوان)، ولعل له غرضا