وثانيا: رواها وصمت. . . فلم يبين لنا مواضع الإسفاف الذي ادعاه، وإني أشكره أن هيأ لي فرصة بيان معنى هذه الأبيات
أقول: إن القفر الجديب تلقى الصديقين المهاجرين تلقي الشوق، ففتح لهما روحه، ونسمت عليهما منه نسمات لا تهب إلا من أعطر الرياض وأندى البساتين، فهما إذن في بستان معطار وليسا في بطائح ولا قفار. . . والرمل. . . إنه ابتهج بهذا المقدم السعيد، حتى لكأن ذرات الرمال أمست تغني فرحا بالضيفين العظيمين، واستولى على تلك الذرات شعور الفرح والغبطة، فكادت تطير!!
وتحدث الرمل، معجبا، مزهوا، بأن يكون موطئ قدم ذلك النبي العبقري وصاحبه، وأخذته نشوة بذلك المقدم النشوان!
أفهمت يا صاحبي ثروت ما وراء هذه الأبيات من معنى ضخم وخيال واسع؟!
وينصحني أخيرا بالتروي ليبرر ما كتب، ولعله لا يعلم أنني معجب غاية الإعجاب بموهبتي في سرعة النظم، وقد نص معالي والده الشاعر دسوقي باشا على إعجابه بهذه الموهبة في المقدمة القيمة التي كتبها لهذا الديوان عني كما شاركه هذا الإعجاب معالي الدكتور هيكل باشا، الذي تفضل فسطر هذا الإعجاب في تقديم لفني وشاعريتي إلى جمهور القارئين بالعربية في مصر وفي غير مصر كما يقول معاليه