وجملة القول أن الاتحاد السوفيتي الوارث لمذهب آل رومانوف السلطي قد استأنف الزحف إلى الشرق والتصوب إلى الجنوب منتظرا أن تمكنه الأحوال من العودة إلى محاولة نشر الشيوعية في العالم
لقد وصل الاتحاد إلى برلين واحتل جزءا عظيما من أوربة، وإن أتيح له الاستيلاء على استنبول وما حولها، فقد يحاول الزحف إلى العراق ومصر والهند، لكنه كمن سبقه يحتك في الشرق والجنوب بمنافسين وخصوم لم تخمد حماستهم، والجامعة الأسيوية السوفيتية تتهيأ إذن للهجوم أو لصد هجمات عنيفة
فهل يواجه الاتحاد خصومه في آن معا، أو يساوم كل خصم في الاستعانة ببعضهم على بعض، أو يؤثر التسويات مؤقتا مسترسلا في سياسة فتح الأسواق وادخار المواد ريثما يستجمع له الأمر لقهر الغرب بالشرق والشرق بالغرب؟ وماذا تهيئ له الأقدار؟ أخيرا أم شرا؟
وتأمل أناس كثيرين أن يجمع الأقطاب في بتسدام على أساليب عملية ينفذون بها النظام الموضوع في سان فرنسيسكو، ولكن هذا الإجماع معلق بالطبع على التوفيق أولاً بين مصالح دولهم الحيوية، ومثل هذا التوفيق، إذا تيسر، إنما يكون اقتساما للبلاد يقال أن شعوبها سينعم عيشهم في ظله، وتسعدهم سياسة الجوار الحسن التي ابتدعتها أمريكا بديلا من الإمبراطورية، فتتعاقب أجيال الإنسانية سامية في بلهنية إلى ذروة مثلها الأعلى من السلام الأبدي إن شاء الله!