صوفي وتعبر عن الله وعالم العقول بالنور. والمعرفة الإنسانية في هذا المذهب عبارة عن إلهام من العالم الأعلى يصلنا بواسطة عقول الأفلاك. وأكبر أصحاب هذا المذهب هم: هرمس وأجاثوديمن وانبدوقليس وفيثاغورس وغيرهم. ولأفلاطون صلة بهذا المذهب أكثر من صلة أرسطو به. وهؤلاء الفلاسفة يوصفون غالبا بأنهم أنبياء أو حكماء ملهمون. وقد تأثرت الفلسفة الإسلامية بهذا المذهب منذ نشأتها إلى وقتنا الحاضر تأثراً كبيراً. وأتباع مذهب المشائين في الإسلام متأثرون بالفلسفة الإشراقية بعض الشيء. وربما كان أقلهم تأثراً بها الفيلسوف ابن رشد).
نبغ رجال هذا الجيل في عهد الدولة الصفوية. والدولة الصفوية دولة قامت على أسس صوفية؛ ولذلك راج التصوف في هذا العهد رواجاً عظيما واكتسب صبغة رسمية! فلا عجب أن رأينا فلاسفة هذا العهد فلاسفة صوفيين يأخذون بطريقة الإشراقيين ويروجون الفلسفة الإشراقية التي هي أقرب فلسفة إلى مذاق وعقول المتصوفين.
أما أولئك الذين حملوا البذرة الأولى للحركة العلمية والفلسفية إلى هذه الدولة فقد كانوا من العلماء العرب من سوريا ومن العراق ومن البحرين لاقوا ترحابا والحكومة في حاجة إلى أنصار يؤيدون حركتها ووجدوا تشجيعا في كل مكان ومقام. وكان على رأس من هاجر من سوريا إلى إيران الشيخ الحسين بن عبد الصمد بن شمس الدين العاملي الحارثي من قبيلة بني همدان. هاجر على عهد الشاه طهماسب الصفوي فأسند إليه منصب (الشيخ الإسلام) والشيخ زين الدين علي العاملي المعروف بملشار وكان على رأس من جاء من البحرين الشيخ ماجد البحراني المشهور في علم الحديث والفقه.
درس على أيدي هؤلاء العلماء جماعة من المهاجرين العرب. ومن الوطنيين الفرس. وانتشرت بفضل هؤلاء الكتب العربية وتوسعت حركة التأليف بلغة القرآن. وظهرت طبقة فاقت مشائخها في العلم والشهرة على رأسها الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العالم السوري المعروف المتوفى سنة ١٠٣١ للهجرة. ورث هذا العالم من أبيه الميل إلى التصوف والرياضة حتى عد في قائمة المتصوفين. ونبغ في العلوم الشرعية وفي الفروع الفلسفية على الأخص. وكتب في المعارف الإنسانية التي كانت شائعة في ذلك الوقت فهو دائرة معارف عامة جمعت كل فن وموضوع.