ولكن هؤلاء لا يزالون أقلية، وقد اعتمد كثير منهم في تعلم اللغة الإنجليزية على السفر إلى الهند والإقامة هناك، كما أن أهل المغرب الذين استوطنوا الحجاز حديثا يعلمون اللغة الفرنسية إلى درجة يستطيعون بها الترجمة عن هذه اللغة.
وقد جعل جلالة الملك عبد العزيز تدريس اللغة الإنجليزية من منهجه الإصلاحي فاستقدم المدرسين المصريين لتدريس هذه اللغة بمدارس الحجاز، واستطاع الطلبة هناك أن يعلموا منها ما يعلمه الطلبة المصريون في المدارس الثانوية، ولكن هذا كله لا يعدو في حاضرة البذرة التي ستنمو وتثمر في مستقبل الأيام، ولم يظهر لتعلم هذه اللغة أثر يذكر فيما نحن بصدده وهو نقل الثقافات الأجنبية إلى اللغة العربية نقلا يتجلى فيه الإلمام والبراعة، ولذا نستطيع أن نقول: إن ثقافتهم الأجنبية لا يقعون عليها بأنفسهم ولكنها تصل إليهم في الكتب المصرية وغيرها. وسوف ينهض بهذا العمل الخطير في المستقبل أعضاء البعثات الحجازية بعد أن يعودوا إلى بلادهم، فيتحقق بذلك للبلاد المقدسة أملها البعيد ورجاؤها المحبوب