بأرخص الأثمان وأيسر الوسائل، لأن الطاقة الذرية كفيلة بتيسيرها من غير إرهاق في العمل ولا إغلاء للتكاليف
نعم، أن فلق الذرة لا يزال وديعة مكتومة بين أيدي فئة قليلة من رجال الدولتين الأمريكية والبريطانية، ولكنه سر الحكومات والعلماء وليس بسر المحتكرين وأصحاب الأموال، ولا مصلحة لحكومة من حكومات هذا العهد في تسليم هذا السر إلى شركات الاحتكار لاستخدامه في تسخير الملايين من الصناع والأجراء، وإذا تسرب السر إلى الصناعات السلمية، فلا موجب لانحصاره في أيدي أصحاب الأموال وأنصار الاستغلال، لأنه قد يتاح لأصحاب الأموال القليلة كما يتاح لأصحاب الأموال الكثيرة، وقد ينتفع به الأفراد كما ينتفع به كبار المساهمين في الشركات. ولا شك أن تكاليف العدد والأجهزة التي تستخدم في شق الذرة ستنقص مع الزمن وتدخل في متناول العدد الأكثر فالأكثر من المنتفعين بها، وبخاصة إذا تعدى الأمر معدن الأورانيوم إلى غيره من المعادن التي قد تجدي في توليد الطاقة وإن لم تبلغ في قوتها مبلغ هذا المعدن المنزور
ونود أن نتفاءل ولا نود أن نتشاءم، لأن التشاؤم هنا عبث ضائع على كل حال، فمتى وقعت الطامة الكبرى التي لا طامة مثلها ولا طامة بعدها، فإن غناء الباكيات قليل كما قال الشاعر القديم
وللقنبلة الذرية علاقة أخرى بقضية الحرية غير هذه العلاقة، وهي توكيد العقم الذي تصاب به العقول المنتجة في بلاد الاستبداد، أو في غير البلاد الديمقراطية على الإجمال
فليس أكثر من معامل التجربة في ألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا الشيوعية، وبعض الحكومات التي تخضع للحكومة الإجماعية
وليس في العالم دولة تهتم باختراع الأسلحة الجائحة كما تهتم بها دول المحور ولا سيما الألمان واليابان
كل جهود هذه الدولة منصرفة إلى استكمال العدة بكل وسيلة من وسائل الغلبة وكل حيلة من حيل العلم والصناعة
والعلم الإنساني بين أيديها كما هو بين أيدي الأمم الديمقراطية في الولايات المتحدة أو في بلاد الإنكليز