للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لورنت البلجيكي وروخول الألماني وفتلت الإنكليزي؛ فعند هؤلاء علة الوقائع التاريخية هي إرادة الله، والتاريخ سلسلة من معجزات الله.

٢ - النظرية العقلية: تتجه هذه النظرية في تفسيرها لعلل الوقائع التاريخية اتجاهاً يرمي إلى القول بأن هذه الوقائع تتم تبعاً لنظام عقلي مرسوم، وكل واقعة تاريخية لها غرض وجودي، ومن شأنها أن تحدث تقدماً في المجتمع

ولإثبات خطا هذه النظرية يكفي أن نقول أن الأبحاث التاريخية العديدة تثبت لنا أن الوقائع التاريخية تتم في أغلب الأحايين أن لم يكن في كلها بعكس ما تزعمه هذه النظرية. فليست الصفة العقلية بملازمة للوقائع التاريخية، فالمؤسسات وغيرها لا تقوم في الغالب إلا لإشباع رغبة منشئيها وأصحابها، وإن الحصر ليقصر عن تعداد الأحداث التاريخية التي كانت سبباً في تأخر المجتمع لا في تقدمه تبعا للصفة العقلية التي تزعمها هذه النظرية

٣ - النظرية الهيجلية: وهي نظرية الأفكار التي تلاحظ من خلال الشعوب كرائدة وقائدة لها. وقد ظهرت هذه النظرية في ألمانيا بشكل (الرسالة) توكل إلى الشعوب والأفراد فيكون الزمام بأيديهم فتحقق الأحداث التاريخية تبعاً لمشيئتهم وتوجيههم

وهذه النظرية شبيهة بالنظرية السابقة، لأنها تفترض أن الأحداث التاريخية تتحقق بطريقة عقلية ومن شأنها تقدم المجتمع، فما قيل في نقد النظرية السابقة يمكن أن يقال في نقد هذه النظرية

٤ - نظرية التقدم المستمر والضروري للإنسانية، وقد اعتنقت هذه النظرية من بعض الوضعيين وترد إلى العلامة سبنسر. فسبنسر في كتابه (مبادئ علم الاجتماع) يزعم أنه بدراسته للأحداث التاريخية قد استنبط قوانين عامة تتحكم فيها وتعمل باستمرار على تقدم الإنسانية ورقيها. وفي نظره أن الإنسانية تتقدم من البسيط إلى المركب، ومن المتجانس إلى اللامتجانس، وأنها تتطور أيضاً من الحالة الأنانية إلى الحالة الغيرية

ولكن البحوث الحديثة قد أثبتت خطا نظريات اسبنسر كلها، فالأنانية موجودة في عصرنا الحالي، وفي كثير من الأحايين لا تختلف عن أحط أنواع الأنانية الموجودة في الشعوب البدائية؛ وحسبنا ما هو مشاهد في استراليا من قيام بعض الجماعات الأوربية بصيد الزنوج في عطلة الآحاد كأنهم يتصيدون حيوانات لا حق لهم في الحياة. فالأنانية والغيرية موجود

<<  <  ج:
ص:  >  >>