في الشعوب البدائية والحديثة بدرجة تكاد تتشابه في كثير من المواطن
٥ - النظرية الحيوية: هذه النظرية استعارت تفسيرها من عالم الكائنات الحية، فقد أراد أصحابها أن يدرسوا فروع التاريخ المختلفة من لغة وقوانين وعادات. . . الخ. كما لو كانت كائنات عضوية حية تملك قوة وراثية كامنة فيها هي علة النشوء والتطور فيها. ونضرب مثلا لنظرية التطور الحيوي بأبحاث برونتيير في تاريخ الأدب، وهي أبحاث شهيرة استعارت تفسيراتها من عالم الكائنات الحية
وسينوموس يرد على هذه النظرية بالقاعدة الآتية:(إذا أردت أن تبحث عن علل حادث تاريخي فأبدا بتفسيرها تجريبياً، وإذا أردت أن تستعمل تجريدات بعد ذلك فابتعد عن كل مجاز يظهر هذه العلل في صورة موجودات حية. . .)
هذه هي أهم النظريات الميتافيزيقية والشبه ميتافيزيقية التي تناولت تفسير الأحداث التاريخية والكشف عن عللها بوجهات نظرها المختلفة. وقد بينا وجوه النقص في هذه النظريات المختلفة وقصورها الواضح في بيان التفسيرات الصحيحة للأحداث التاريخية. . .
ثانياً: النظريات العلمية
١ - النظرية الجغرافية والظروف الطبيعية المحيطة بالإنسان: ترتبط الوقائع التاريخية تبعا لهذه النظرية ارتباطا علميا يقوم على الظروف الإقليمية والاختلافات الجغرافية والطبيعية. فعند راتزك، الجبال والأنهار والبحار وغيرها من العوامل الجغرافية هي العلة المباشرة للوقائع التاريخية. فمثلا متشنيكوف يقول:(إذا تساءلنا عن العامل الذي كان سبباً لأن تصل المدنية إلى درجة النضوج فسيكون الجواب: أنه المكان الذي هيأ أكثر من غيره مجالا لتكاثف الناس)
والآنسة سميل تقول:(إن انتقال المخترعين الأول من الشرق إلى الغرب إنما كان للتخلص من كلاب جيرانهم ونباتحهم المزعج)
وهذه النظرية شائعة في الكتب التاريخية إلى حد كبير، وتحمس لها الكثيرون من أئمة التاريخ كمونتسكيو وابن خلدون. والواقع أنه إذا كان للظروف الجغرافية والطبيعية الأثر الذي لا ينكر، فإن الإنسان بما امتاز به من قوة فكرية يخضع في الطبيعة في أغلب