للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأحايين ويسيطر عليها، وهذا ما جعل كلود برنارد يقول عن الإنسان: (أنه السيد الآخر للطبيعة)

٢ - النظرية المادية التاريخية: هذه النظرية تنظر إلى الحياة الاقتصادية كعلة للوقائع التاريخية. فالطاحونة التي كانت تدار بالهواء قد أوجدت مجتمعا (يتحكم فيه أمراء الإقطاع، وأما الطاحونة التي تدار بالبخار فقد أوجدت مجتمعا رأسماليا)؛ فالتحول الاجتماعي من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي يرجع إلى تحول الطاحونة التي تدار بالهواء إلى طاحونة تدار بالبخار. . .

وأهم من قال بهذه النظرية هو كارل ماكس. فكارل ماركس جعل الحياة الاقتصادية هي العامل المحرك للحياة الاجتماعية والأحداث التاريخية وموقف الإنسان ما زاد الحياة الاقتصادية موقفاً (سلبياً

وهذه النظرية برغم شهرتها حافلة بالأخطاء النظرية والعملية. فأتباع كارل ماركس أنفسهم في عصرنا الحالي في روسيا وإن اتفقوا مع أستاذهم في كون العامل الاقتصادي هو أهم العوامل الاجتماعية، فهم يخالفونه في نظرته إلى الإنسان باعتبار موقفه من الحياة الاقتصادية موقفا سلبيا؛ فالاشتراكية الحديثة تقرر أن الإنسان عامل إيجابي وإن الحياة الاقتصادية ترتد إليه، فهو الذي ينميها ويوجهها سواء السبيل.

وإن المقام ليضيق بنا إذا أردنا تعداد الأخطاء النظرية والعملية من النظرية المادية التاريخية التي سلبت الحياة والفكر من الإنسان الناطق وأعطته للمادة الصماء. . .

٣ - النظريات النفسية: أهم هذه النظريات بالنظريات بالنسبة للتاريخ نظريتان:

(ا) نظرية التقليد.

(ب) نظرية الدوافع.

(ا) نظرية التقليد: أول من قال بهذه النظرية جبرائيل تارد وتتلخص في أن ظهور فرد قوي أو قائد شجاع يكون عاملا على انبثاق حضارة جديدة. فنظرية تارد تنسب كل الأحداث التاريخية إلى أفراد وهم الرجال العظماء فتراهم يقولون (نابليون فهل كذا وكذا. . .). والعلة التي جعلت إنجلترا في عهد الملكة (آنا) تختلف عن إنجلترا في عهد الملكة اليزابيث، والتي جعلت جامعة هارفرد اليوم تختلف عنها منذ عشرات السنين إنما

<<  <  ج:
ص:  >  >>