القائلين بمبدأ الاجتهاد في الفقه وأصوله. وقد كان (أخبار يا صلبا كثير الطعن على المجتهدين ولا سيما في رسالته سفينة النجاة حتى أنه يفهم منها نسبة جماعة من العلماء إلى الكفر فضلا عن الفسق).
والأخبارية على نقيض (الأصولية) تعتقد بالأخبار الواردة عن الرسول اللائمة الاثني عشر المعصومين على رأي الشيعة ألاثني عشرية وتقدم الخير مهما كانت درجته على الدليل العقلي وحجتهم في ذلك أن الاجتهاد رأي والرأي لا يجوز في الدين ولذلك لم يعترفوا إلا بالكتاب وبالأخبار المروية عن النبي والأئمة واختلفوا عن الأصولية في درجات الحديث، أما الأصولية فأخذت بالأدلة الأربعة: الكتاب والسنة والإجماع ودليل العقل. وقد رفضت القياس لأن القياس في نظرها رأي والرأي لا يجوز في العبادة والدين. ونسب إلى المحسن فيض القول (بوحدة الوجود) وقيل أنه ألف رسالة في هذا الموضوع. ولكنه من جهة أخرى يتحامل على الدراويش والصوفية تحاملا قاسيا وله (مقامات) على طريقة مقامات الحريري في وصف حالة زمانه وأوضاعه السياسية وقد تحامل فيها على المتصوفة وأصحاب الطرق تحاملا شديدا يكاد يجعله في عداد المقاومين للصوفية على أنه نفسه من المتصوفة. غير أن تصوفه من قبيل تصوف الملا صدرا بلا ذكر ولا ملابس وعلامات.
ومن الذين تأثروا بمدرسة الملا صدرا عالم آخر وفيلسوف صوفي هو الملا عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي المتكلم الشاعر وصاحب التصانيف في الحكمة والكلام. وكان كالمحسن فيض صهرا للملا صدرا وخليفة من خلفائه في الفلسفة الإشرافية وله في هذه الفلسفة كتاب (شرح الهياكل في حكمة الإشراق) وكتاب (الشوارق في الحكمة) تلك الفلسفة التي ارتبطت بالصوفي الشهير السهروردي على الأخص والتي أصبحت ذات لون إسلامي خاص - والظاهر أنه لم يصل إلى مرتبة الفلاسفة المتقدمين بدليل ما قاله البعض عنه (من أنه كان قلندراً قبل أن يكون فيلسوفا).
أما الحاج ملا هادي السبزوادي (ولد سنة ١٧٩٧١٧٩٨م
وتوفي سنة ١٢٩٥هـ) فقد كان آخر رجل من هذه الزمرة
وهو شاعر فيلسوف طبعت أكثر كتبه في إيران. مثل مدرسة