رفض الملا هادي مبدأ (الاتحاد) أي اتحاد الله في المخلوقات وفرق بين الاتحاد والحلول. فسر فكرة الاتحاد تفسيرا جديداً. . . أن (عقلي كل)(العقل الكلي) معناه اتحاد (الموضوع بالمحمول) ويتمثل الله الذي هو (العقل الكلي) في (العقل) الذي يشع من نور (المبدأ) أو (العقل الكلي) فالعقل الكلي هو (العقل) أو (الكون) بنفس الوقت. ولكن ذلك لا يعني على رأيه بأن الكون ذاته هو (الله). ولا يمكن أن يكون الكون بجملته شيئاً يقابل (العقل الكلي).
أن الله بحد ذاته لم يتحد بهذا العالم اتحادا تاما ولم يجل فيه لأن الله مستقل بذاته والكون مستقل بذاته ولكنه لا شيء بالنسبة إلى ذات الله. أن الكون حجاب لا يمثل الحقيقة والحقيقة هي الله والله هو أساس المخلوقات. ولولاه لكان الكون لا شيء - ولكن الله يرسل نوره على هذا العالم فيشع عليه ويشرق الكون ولا يكون هنالك (إشراق) لولا (النور) الذي هو الله.
وقد مزج الملا هادي على ما يظهر بين فلسفة الإشرافيين وبين فكرة (المايا - البراهمية وتكون من هذا المزيج فلسفته الخاصة. فالكون على نظرية البراهميين خداع في حد ذاته يظهر لنا كأنه الستار المنقوش على المرسخ الذي يرى الناظر من بعيد كأنها أشياء واقعية، ويفضل (المايا) التي هي اسم آلهة من آلهة البراهميين التي تشرق بالمعارف على العالم تتم معارف الإنسان.
أن النفس الإنسانية واحدة وقديما قال البراهمة بوجود نفس عامة للعالم من إشعاع تكون نفوس الأفراد
وقد فسر ابن رشد نظرية أرسطو طاليس عن (النفس الكلية) نفس هذا التفسير. فمن النفس الكلية تتشعب النفوس الجزئية. وقد أيد السبزوادي هذا الرأي وصرح به أن المادة هي التي تتجزأ في الأفراد أما الروح أو النفس فيها (كلية) عامة وهي وحدها التي تتصف بهذه الصفة، صفة العموم.