يستفاد من هذه الآيات ولم أغير بها سياق القرآن، أم يعترض على القرآن ذاته!؟
وكأنه يريد أن يأخذ ما في هذه الآيات في سهولة ويسر واقتناع وتسليم بدون فكر ومناقشة لأنه يراها لا تنهض ولا تستقيم على الفكر والجدل والمناقشة!
ولست أدري ما هو (الوجه الواحد الصحيح) الذي تؤمن به النفس في هذه الآيات إيمان اقتناع وتسليم، وترفض بعده الأوجه المنطقية الزائفة؟
أيكون القرآن قد عجز عن إقامة دليل ذهني واحد على أكبر قضية من قضاياه، قضية التوحيد؟!
ولست أدري لم يسلك الأستاذ سيد الإسلام مع غيره من الأديان موحدة ووثنية ومعددة في تلك الطريق التي ليس فيها هدى من نور العقل، مع أن الفرض أنه يعلم أن القرآن له تفرد خاص وأنه لو لم يكن دينا موحى به لكان المذهب العقلي الطبيعي الوحيد الذي يثبت الموجود الواحد الكامل الأزلي الأبدي كما أثبته (كانت) ونوه به الأستاذ الكبير العقاد في كتابه (عبقرية محمد) وكما قرره في كتابه الأخير (في بيتي) الملخص لفلسفته وآرائه؟
وبعد فانه ليس وراء ما وضعنا القرآن عليه من أعماق الكون مستقر آخر يصح أن نتعمق إليه ونستقر عليه.
وليس مذهب هناك من مذاهب الفكر الخالص يستطيع أن يأخذنا إلى غير ما أخذنا به القرآن في الطبيعة وما بعد الطبيعة.
أنها أحال كل قضايا الإلهية وكمالاتها إلى قوة الحكم العقلي وحده. فكان لقاء بديع بين الدين والعقل، وهو لقاء تحتاجه البشرية مسيس الاحتياج.