على (الثكنة الحميدية) في دمشق، ورأيت رجالا يبكون، ولكنهم يبكون هذه المرة من الفرح، وكانت تلك هي (الدموع) الأخرى!
اللهم لك الحمد أن أحييتني حتى رأيت هذا المشهد، اللهم لك الحمد فما أبالي بعد اليوم أن أموت، لقد أبصرت وطني حرا مستقلا له راية ترفرف، وعلم يخفق، وجيش كان عليه فصار له، وجند كانوا يحاربونه فصاروا يحمونه، لقد غدت الآن أقدر أن أقول مباهيا مفاخرا: أن لي وطنا!
اللهم علم قوى كيف يحفظون استقلالهم، وسدد خطاهم نحو وحدتهم، التي لا حياة لهم إلا بها، ولا اعتماد بعد الله عليها!
اللهم وارحم أولئك الأبطال الذين سقوا بدمائهم هذه النبتة الكريمة حتى صارت دوحة، شهداء الاستقلال من لدن يوسف العظيمة شهيد ميسلون، إلى حسن الخراط شهيد الغوطة، إلى أخي ورفيق مدرستي شهيد الواجب، الطبيب مسلم البارودي، الذي اقبل أمس يسعف الجرحى من أبناء الوطن، فقتله أعداء الوطن. . . رحمة الله على الجميع