العالمية مثل (شالومة) للفرنسي بروسيير و (الزهرة) للأسباني فلاسكيه، الفنان والعصبية القومية، وحدة الخلق وتلاحم سلسلة المخلوقات، البومة وشهرة الشؤم، ابن الرومي ونحسه، تقدير الموهبة التصويرية في شعره، الإلمام بصور بعض المصورين المصريين المحدثين، تقدير القصة وبيان مكانها بين سائر ألوان الأدب، السيكولوجية والقصة، الشيوعية والقصة، التماثيل والأخلاق الخ.
وقد كنت أحب أن اعرض رأي المؤلف في هذه الأمور جميعاً ولكنه عمل فوق طاقة نقد قصير معجل فحسبي أن أسجل بعض الخواطر التي قامت في نفسي أثر القراءتين الأولى والثانية لهذا الكتاب النافع الممتع.
تجلت ملكات العقاد الأصيلة أو تجلى كثير منها، في هذا الكتيب بصورة أخاذة رائعة؛ وإني أصارح القارئ أين سألت نفسي هل انطلق قلم العقاد على سجيته أو رسم له صاحبه رسما معينا واختط شرعة وبذل بعض الجهد لتحقيق هذه الغاية؟ تساءلت ولم اقطع بجواب لأني حين رأيت الشعر المنثور المترقرق يزكي الفرض الأول، رأيت الجدل العلمي الدقيق المستند إلى الحجج المنطقية والمادية يؤيد الفرض الثاني:
نعمت بهذا الشعر المؤثر في مطلع الكتاب:
(قلت لك يا صاحبي أنني أحب مدينة الشمس لأنني أحب النور احبه صافيا واحبه مزيجا، واحبه مجتمعا واحبه موزعا، واحبه مخزونا كما يخزن في الجوهر، واحبه مباحا كما يباح على ألازاهر، واحبه في العيون واحبه من العيون، واحبه إلى العيون!
ويوم سكنت في هذا المكان، ونظرت من هذه النافذة، أعجبني أنني افتحها فلا أرى منها إلا النور. . . والفضاء.
والحق أنه لا فضاء حيث يكون النور.
وكيف يكون فضاء ما يملأ العينين ويملأ الروح ويصلى الأرض بالسماء؟
قلت لك يا صاحبي أنني أحببت النور فسكنت في مدينة النور!
فإنني لا احبه لأنه يريني الدنيا وما فيها أو لأنه هو واسطة الرؤية واداتها، ولكنني احبه لأراه ولو لم أر شيئاً من الأشياء.
وقديما كنت أقول أن الأرواح تخف في النور كما تخف الأجساد في الماء، كأنما هي تسبح