وحينما يهطل المطر الغزير في الربيع، تمتلئ هذه الفروع وتفيض على شطآنها. وكما أن نهر النيل يخلف وراءه مقادير وافرة من الغرين يغذي التربة ويعززها، فإن أنهر وادي التنيسي تخلف وراءها كذلك غريناً يهب الحياة للنباتات والغابات.
وكان موضوع ضبط نهر تنيسي والروافد التي تصب فيه أساسا لمشروع كبير يعرف اليوم باسم (إدارة وادي تنيسي) وقد بلغ في مايو الماضي العام الثاني عشر من حياته. وفي الواقع أن (الإدارة) مصلحة تابعة لحكومة الاتحاد. غير أنها تختلف عن سواها من المصالح الحكومية في الولايات المتحدة لأن سلطتها تمتد إلى منطقة معينة من البلاد، لا إلى البلاد بأسرها. والوادي الذي يشق نهر تنيسي طريقه فيه يقع في أجزاء لسبع ولايات في الجزء الأوسط من ولايات أمريكا المتحدة. وتلك الولايات هي: نورث كارولينا وفرجينيا وجورجيا وآلاباما ومسيسبي وكنطكي وتنيسي. وما مشروع وادي تنيسي إلا لاستثمار موارد منطقة كانت الأمطار الغزيرة تفسدها وكانت الفيضانات الكثيرة لأنهر كثيرة تصب في وادي تنيسي فتخر به وتزيل معالمه.
وفي مستهل المدة الأولى لرياسة الرئيس الراحل المستر فرنكلن روزفلت. أثنى الرئيس على مشروع إنشاء إدارة وادي تنيسي وقال في رسالته إلى الكونجرس في ١٠ إبريل ١٩٣٣:(إذا وفقنا في هذا، استطعنا أن نسير خطوة خطوة في سبيل تحسين الموارد الطبيعية الأخرى الكبيرة داخل حدود بلادنا). وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، وضع المستر روزفلت ستة مشروعات مماثلة لمشروع وادي تنيسي.
وتقوم مشروعات روزفلت السبعة جميعا على مبدأ مشترك وإن اختلفت في كيفية تطبيق هذا المبدأ في المناطق المختلفة. ويتلخص المبدأ في أن يطبق على مجال واسع وتتولى إدارته هيئة عامة تهدف إلى استغلال الموارد البشرية والطبيعية دون أن تتأثر بالميول الحزبية.
ويجري نهر تنيسي وكمبرلند في منطقة مساحتها ١٠٥ , ٠٠٠ كيلو متر مربع، وعند المنبع في جبال سموكي وبلورج يصب نهر تنيسي من ارتفاع ٩٠٠ متر عن سطح البحر في نقطة تنخفض إلى ٩٠ مترا في ولاية كنطكي حيث يتصل بنهر أوهايو. ويصب نهر أوهايو بدوره في نهر المسيسبي. ويقدر معدل هطول الأمطار في السنة في الوادي