النظارة ببطل من البطال، وما كادت زوجته تقف إلى جانبه حتى أمسكت بالفروج الذي أوى إلى لحية توان العجوز. . . وتقاطر العرق على جنبيه من الحيرة والعجب، وهو يرتعد تحت تأثير شعور عميق، وفاجأهم ثانية وهو يدمدم:(هه! ها هو فروج آخر تحت ذراعي اليسرى!) فخفت يد المرأة تلتقطه من تحت الغطاء. . . وفي حذر ومهارة القابلة أخرجت يدها بالفروج الثاني. . . فتجمهرت الجيران حولها، وأخذوا ينقلونه من كف إلى كف، وهم يتطلعون إليه كأنه إحدى عجائب الطبيعة!
مضت عشرون دقيقة دون أن يحدث شيء، ثم أخذت أربعة فراريج تنقر كرفئ بيضها، وراحت صيحات العجب تتوالى من حين إلى آخر، وتوان يزهو بقدرته الفائقة بين نظرات الإعجاب، وراح يقول مداعبا:(لقد أفرخت ستة فراريج، فلي إذن كلمة (التعميد). . .). فانطلقت عاصفة الضحك من أفواه الحضور، وامتلأت الغرفة على آخرها بالرفيين، فظل معظمهم قائما عند الباب، وكل من يحضر يسأل في لهفة:
- كم أفرخ إلى الآن؟
- ستة فقط!
حملت زوجة توان (الأسرة الجديدة) إلى قفص الدجاجة الصفراء، حيث جعلت هذه تحبوها - مع أفراخها - بعطفها وتكلؤها بعنايتها، وتنظف ريشها، وتضمها تحت جناحها لتذود عنها غائلة المعتدي!
ثم لم يلبث توان أن صاح:(هه! هذا فروج آخر). ولم يكن هذا فروجا واحدا، بل ثلاثة فراريج مما جعل الحاضرين يسبغون على توان عبارات الإطراء والثناء، أما الفروج العاشر والأخير، فقد نقر بيضته في الساعة السابعة تماما، وبذلك قدر لتوان أن يجوز ذلك الامتحان القاسي بنجاح باهر فاق فيه الدجاج نفسه، فلم يسعه إلا أن يقبّل الفروج الأخير في رفق وحنان. . .
وبينا هو في نشوته يعجب من قدرته على إظهار هذه المخلوقات إلى حيز الكون، لم تمهله زوجته العجوز، بل قوضت عليه صرح هناءته (بمولوده السعيد). . . والتقطت منه الفروج لتضمه إلى (باقي الأسرة)
انحل عقد المتفرجين، وأخذوا يتفرقون إلى دورهم مبتهجين معجبين بتوان وقدرته. وكان