عاش توان بعد ذلك يعمل للتفريخ فقط. . . فحرمت عليه زوجته اللعب مع رفقائه، لكي لا يأتي أي حركة طفيفة تحطم البيض فيتعرض لقسوتها فقد كانت تحرمه من وجبة الطعام إذا ما شرخ بيضة واحدة. فاضطجع في فراشه عاجزا عن الحركة، تحدق عيناه في سماء الحجرة. وقد ضم يديه إلى ضلوعه مرخماً ليجعل الدفء والحرارة تسري إلى البيض ذي الكر فيء الأبيض الهش، لا يرتفع صوته إلا بالهمس. . . قد كان يخشى الضجيج خشيته من الحركة. . .
وبعد فترة من الزمن أخذ يركز اهتمامه على الدجاجة الصفراء في محضنتها وطالما سأل زوجته في قلق (اتناولت طعامها اليوم)
وزعت المرأة العجوز وقتها بين زوجها وفرختها وأملها الذي يراودها أن ترى أفراخا تتنسم الحياة سواء أفرخ زوجها في الفراش أو دجاجتها في القفص. . وذاع الخبر في طول الريف وعرضه، وأخذ الناس يفدون على (حانة الصداقة) من كل فج عميق، وهم تواقون إلى رؤية توان (راقدا على البيض). كان يتجهون إلى غرفته بأطراف ساهمة - شاع فيها الجد - وكأنهم يدلفون إلى غرفة مريض:
- (كيف أصبحت اليوم يا سيد توان؟!) فيجيب: (على ما يرام لولا أنني أخشى الحركة فأحطم البيض الذي يلتصق بضلوعي).
هرولت الزوجة ذات يوم إلى توان وهي تصيح:(لقد أفرخت الدجاجة الصفراء سبعة فراريخ، وذرت الثلاثة الباقية) فتسارع الدق في قلب توان وهو يتبصر في العدد الذي سيفرخه هو! وقال في صوت شاع فيه قلق المرأة حين ولادتها (أحسب أن نوبتي قد حانت!) فرددت المرأة في اضطراب (أحسب ذلك)
وما كاد يذاع أن ساعة توان قد أزفت حتى توافد عليه الزوار من كل صوب وحدب ليشاركوه سعادة الفوز، وطفق الريفيون يتحدثون عن توان ويطرقون البواب ليعلنوا أحدث الأنباء. . . وعند الساعة الثالثة مساء غفى توان قليلا كعادته. . . وفجأة استيقظ على أصوات غريبة، وأخذ يحس نقرا تحت ذراعه الأيمن، فمد يده اليسرى، وأخرج مخلوقا دقيقا، كسي زغبا أصفر، وراح يتلوى بين أنامله، وكم كانت بهجة توان عندما صاح بأعلى صوته وأطلق الفروج على صدره، وسرعان ما اكتظت الغرفة بالقوم أحاطوا به إحاطة