للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من ذلك مناجاة (لحسن فقي) يناجي فيها القمر ومنها:

حسبي من الدنيا الحقيرة أن أراك لدى المساء

تلقى بنورك في القلوب كبلسم يزجي الشفاء

فأعود بالذكرى إلى عهد اللذاذة والهناء

وأبث ما يجد الجنان

حسبي من الدنيا بقاؤك ساطعاً فوق الهضاب

مترنحاً من نشوة الحسن المسيطر والشهاب

متطلعاً من عرشك العالي إلى أسرى العذاب

ترنو إليهم في حنان

بل إن الشاعر هنا لا يريد أن يعترف بشطري البيت فساقه جملة كما يفعل شعراء المهجر أيضاً.

ومن الطرائق التي يتبعونها في القافية أن يغير الشاعر القافية في كل بيت، ولكنه يذيله بكلمة متحدة القافية مع الكلمات الأخرى وفي هذا النوع يقول الشاعر (عمر عرب) في قطعة عنوانها (عصر الشباب).

حدثيني عن الصبا والشباب ... عن زمان الهناء بين الصحاب

حدثيني

حدثيني عن الهوى يا مهاتي ... إن هذا الحديث يحيي رفاتي

حدثيني

ويقول:

لست أسلو هواك يا هند يوما ... لا ولم أخش في عذابك لوما

صدقيني

ذكريني بذلك العهد هند ... كيف نلنا الآمال والعيش رغد

ذكريني

وهكذا يحاول شعراء المدرسة الحديثة أن يتخلصوا من قيود القافية؛ حتى ليسوق إليك بعضهم كلاما يخيل إليك بادئ الأمر أنه نثر، فإذا أطلت النظر فيه وجدته شعرا ونثرا؛ وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>