للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحفاوة والتكريم ما يرضي نفوسهم ويحملهم على المزيد. قال الغزاوي يمدح جلالة الملك بعد الحلف الذي أبرم بين الحجاز واليمن:

وأنت الذي أعلى بك الله صرحها ... وأرشدها للعرف بعد التناكر

فأما بنوك الصيد فالدهر شاهدي ... لديك بما قد قلدوا من مفاخر

أصاب ولي العهد أبعد غاية ... تسامت فأعيت بالثناكل شاكر

وقال أيضاً في قصيدة طويلة يهنئ بها سمو الأمير فيصل بعودته من رحلة له في أوربة سنة ١٣٥١ هجرية:

بدر تم يتجلى أم فلق ... أم شعور فاض فاستهوى الحدق

أم هو الفيصل ألقى ضوءه ... يغمر الشعب ويستبقي الرمق

أيها القادم من أقصى الورى ... قد ملأت اليوم بالبشر الفلق

قد شهدت الشيخ في حبوته ... والفتى الناشئ بالحب فهق

إلى أن يقول:

فإذا ما قلت شعبي مخلص ... لمليكي قالت الدنيا صدق

أي أمن نرتجيه ومنى ... ونعيم فوق ما فينا بسق

ولا ضير علينا بعد الذي فصلناه في باب الشعر أن نقرر أن الشعر الحجازي قد تقدم في هذه الفترة القصيرة: في أغراضه ومعانيه واستطاع أن ينأى عن التلاعب بالألفاظ وألوان الزينة. ولكن ذلك لا يمنعنا أن نقول، إن الحجاز مهد الأدب شعره ونثره لا زال يتطلب من شعرائه المزيد وبخاصة فيما يتصل بقوة الأساليب ورصانتها؛ فإن الكثير منهم مع إجادته لا يهتم أحيانا بجزالة الأسلوب ورصفه شأنه في ذلك شأن شعراء المهجر أولئك الذين يقول في أدبهم الأستاذ العقاد: (وبين محتويات هذه المجموعة (مجموعة من أدبهم) ما يسمو معناه إلى درجة رفيعة في البلاغة والذكاء وفيها من الابتداع ما يقل مثله بين آيات أدباء الغرب العصريين ولا يؤخذ عليها إلا ما يؤخذ عادة على كتاب العربية في أمريكا: تساهل في قواعد اللغة، وضعف في أساليب التعبير بها، وما عدا ذلك فطرفة تستحق الثناء)

أحمد أبو بكر إبراهيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>