السلطة الهولندية بجيوشها إلى ميادين القتال وزودتها بذخائرها الكافية، فدارت معارك حامية كان الثوار يحاربون بالسلاح الأبيض أو بما غنموه. . . ونجحت الحكومة في إخماد الثورة وبلغت خسائرها خمسة عشر ألف جندي وعشرين مليون ربية. وأما ضحايا الثوار فبلغت ضعفي خسائر الحكومة.
وفي عام ١٨٧٣ حدثت ثورة رهيبة في جزيرة سومطرة بمقاطعة آجيه. وهذه المقاطعة معقل الإسلام في إندونيسيا، وسكانها قوم عاشوا على الحروب والقتال كالأمة العربية. ولما حدثت الثورة امتشق الحسام كل فرد منهم ذوداً عن كرامة الدين الإسلامي وحفظاً لشرف البلاد. والزعيم الذي قاد هذه الثورة هو (تونكو عمر). ولم تستطع السلطة الهولندية منذ استعمرت إندونيسيا أن تخضع هذه المقاطعة لشدة شوكتها؛ وكان يحكمها أمير وطني له السيادة التامة عليها. وفي عام ١٩٠٤ استطاع الهولنديون التغلب عليها بالقضاء على الثورة وإخمادها بعد أن ضحوا تضحيات هائلة. كما ضحى الوطنيون أضعاف ما ضحاه الهولنديون. ثم أديرت المقاطعة من قبل أمرائها تحت مراقبة السلطة الهولندية في الأمور التي لها مساس بمصالحها.
الحركة الحديثة
في ٢٠ مايو ١٩٠٨ تأسس أول حزب سياسي هود بودي أوتومو أي النزعة الفاضلة برئاسة الدكتور وحيدين. ويعاونه في إدارته ونشر مبادئه وتحقيق غايته طلبة الطب بمدينة بتافيا. وانضمت إلى عضوية الحزب الطبقة المثقفة والأسر الراقية. وقام بالدعاية له في غرب جزيرة جاوا الدكتور رادين ستومو، وفي شرقها الحاج شكرو أمينوتو وكلاهما من رجالات إندونيسيا البارزين.
ولتحقيق غاية الحزب أنشأ هيئات أولية للإشراف على تنفيذ برامجه الإصلاحية وأهم برامجه:
١ - إصلاح حالة الأمة الثقافية؛ فنشر المدارس والمكاتب وبعث لجانا صغيرة تجوب المدن والقرى لمساعدة المعلمين الصغار، وإرشادهم إلى الطرق التي يلزم أن يسلكوها في أداء رسالتهم الثقافية.
٢ - إصلاح الحالة الاقتصادية، فأنشأ بنوكا ومحلات تجارية لمساعدة التجار والزراع