الوطنيين وإرشادهم إلى أقوم السبل إلى استثمار أموالهم وزراعة أراضيهم
٣ - إصلاح الحالة السياسية، فأنشأ النوادي والصحف. وأقام المحاضرات في المحلات العامة لإرشاد الشعب إلى سير الحالة الخارجية وتطور السياسة العالمية وعلاقة البلاد بالحكومة الهولندية
ولما كانت الأداة الحكومية في يد الموظفين الهولنديين سعى الحزب إلى اشتراك الأمة في إدارة شئونها، فتعين كثير من الرجال المثقفين والشبان في عضوية المجالس البلدية والمحلية وفي المحاكم وفي إدارة الشؤون المالية والثقافية والصحية والمواصلات والتعدين. وطالب الحزب بإنشاء مجلس نيابي، ولكن السلطة الهولندية رفضت طلبه بدعوى أن الجو مكفهر في ابتداء الحرب العالمية الأولى، ومضطرب لاشتداد الأزمة السياسية العالمية. وبعد مضي الحزب في عمله أصبح الشعب كالبركان الثائر يطالب بحريته التامة!
نمت الروح القومية وانتشرت انتشارا رائعاً، وكان أقوى عامل لنموها هو شعور الإندونيسي بالحب العميق لإندونيسيا الحديثة؛ إندونيسيا الكلمة الساحرة التي جذبت سبعين مليونا من النفوس نحو حبها! فسعوا بجد نحو إعادة ماضيها على أساس الحياة الحديثة. وتفرق الشعب في طرق متعددة للوصول إلى الهدف القومي. وهناك في ميادين الثقافة والاقتصاد والتجارة والملاحة والزراعة فرق ترشد الجماهير إلى أحسن الطرق لإصلاح حالتها العامة، وقد أنشأتها الحكومة الهولندية مدارس عالية ومتوسطة وابتدائية، ولكنها لا تكفي لارواء ظمأ شعب يلح في طلب الحرية المؤسسة على العلم والعرفان. وفي إندونيسيا كليات أسستها الحكومة الهولندية، وهي كلية الطب، وكلية الحقوق، وكلية الهندسة، وكلية التجارة، وأكاديمية حربية، وإزاءها مدارس عالية أهلية أسستها الجمعيات والأحزاب. وأشهر المؤسسات القومية التي قامت بالإصلاح الديني والاجتماعي والثقافي مؤسسة المحمدية والعائشية وأساسها ديني قومي، ثم مؤسسة (تامن سيسوا) وأساسها قومي، ومؤسسها البروفيسوركي هاجر ديوانتارا، ونال لقب الأستاذية من أكبر معهد للتربية في الولايات المتحدة في عام ١٩٣٨ ويبلغ عدد المدارس التابعة للمحمدية والعائشية ثلاثة آلاف مدرسة ما بين عالية وثانوية وابتدائية ورياض للأطفال. ولها أيضاً مكاتب عامة ومساجد ومستشفيات وفرق كشافة تدعى باسم (حزب الوطن) ثم أبدل في السنوات الأخيرة باسم