للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(منذ تطورت الأزمة العالمية، والرابطة الوطنية تخطو خطوات موفقة نحو رفع مستوى البلاد السياسي وإشعار العالم الخارجي أن الشعب الإندونيسي يرنو إلى حياة حرة تحت ظل حكومة وطنية متمتعة باستقلالها التام. وإن الرابطة تسعى سعياً قوياً لتحقيق مطالب الشعب الرئيسية. وهي تنظر إلى الحركات الأوربية بعين اليقظة والحذر. وأن الظرف الحاضر الدقيق حيث يضطرب حبل السياسة العالمية يدعو الرابطة أن تضحي بمجهودات عظيمة في سبيل تحقيق البرلمان وإنشاء حكومة وطنية مسؤولة أمامه

إن الرابطة تدعو كافة الجمعيات والأحزاب والمؤسسات القومية وطبقات الشعب إلى تعضيدها في مطالبها في إنشاء برلمان للشعب الإندونيسي المجيد، للوطن الإندونيسي الواحد!)

وفي ٢٣ ديسمبر ١٩٣٩ أقامت الرابطة مؤتمراً شعبياً باسم المؤتمر القومي الإندونيسي بمدينة بتافيا عاصمة إندونيسيا، للبحث عن الأسس الأولية لإنشاء البرلمان ورفع مذكرة إلى الحكومة الهولندية بتأسيس البرلمان حسب رغبات الشعب. وقد حضر المؤتمر مندوبون من كافة الأحزاب والجمعيات الوطنية. ورجال السياسة والصحافة والأدب والأعمال. ودام المؤتمر لنهاية يوم ٢٥ ديسمبر سنة ١٩٣٩. ثم رفعت الرابطة مذكرتها إلى السلطات الهولندية بإندونيسيا ومنها أرسلت إلى الهيئات العليا بهولندا لدراستها. وبعد دراسات دقيقة أشعرت الحكومة الهولندية رابطة الأحزاب بتأجيل الطلب لأن الشعب لم ينضج سياسياً أيضاً. فضلا عن أن الحرب العالمية الثانية دائرة رحاها.

ولعلنا في هذه الكلمات الموجزة استطعنا أن نعطي القارئ صورة مصغرة مختصرة عن الحياة الحديثة في جزر الهند الشرقية أو إندونيسيا، وهي حياة أمة شرقية تعدادها سبعون مليوناً. لا نستطيع أن نغضي الطرف عنها وهي همزة وصل بين استراليا وأمريكا وبين آسيا وأفريقا وأوربا، ووجودها ضروري لتحفظ توازن القوى في الشرق الأقصى!

سوكارتو الصغير

<<  <  ج:
ص:  >  >>