الهلالي أو قصة (أبو علي سرق المعزة) في عمل بعض النماذج الطريفة. . . وفي هذا الجو الصاخب الرائع تنتشر روائح قوية نفاذة مستطابة وخاصة عند الأجانب. . . تلك هي روائح الطعمية والفول المدمس والكفتة والشواء والأرز وغيرها من الأطعمة الوطنية الطيبة النكهة.
وتنتشر المسارح و (التيارات) بكثرة في الموالد؛ وبعض هذه المسارح تطلق عليها اسم (مسرح) من باب التجوز فقط لصغر حجمها، كتلك (المسارح) الخاصة بالأراجوز وخيال الظل التي لا يزيد أجر الدخول فيها على ملليمين، ويجلس المتفرجون في (الصالة) على مقاعد خشبية ليشاهدوا (العرض) ويستمعوا إلى الموسيقى. بيد أن هناك مسارح أكبر من هذه يعرض فيها شيء لا بأس به من التمثيل والرقص. وفي خارج هذه المسارح توجد منصتان على جانبي باب الدخول، تحتل إحداهما فرقة موسيقى نحاسية (تشنف) آذان الجمهور والمارة بنغماتها المدوية؛ أما المنصة الأخرى فيخرج إليها من أن لآخر - خلال فترة الاستراحة - بعض الممثلين والراقصات ليعرضوا على الجمهور في الخارج شيئا من بضاعتهم الفنية عسى أن يثيروا فيهم الرغبة والشوق للدخول. ويعمل في هذه المسارح - علاوة على الممثلين والراقصات - نفر من الرجال قد تخصصوا في (تحريك العضلات)، كما نجد فيها أيضاً بعض الراقصين من الرجال يأبون أن يرقصوا إلا في ملابس النساء وفي زينتهن. ومن أشهر هؤلاء الراقصين راقص اسمه حسين فؤاد، يوزع على المتفرجين - بعد العرض - بطاقة عليها صورته في زي امرأة وقد كتب تحتها: - الراقص المصري الشهير حسين فؤاد.
وللمصريين ولع شديد بمشاهدة ألعاب القوى، ولذا لا يخلو أي مولد من وجود بعض خيام صغيرة تعرض فيها هذه الألعاب من مصارعة ربع، ومن أشهر الذين يعرضون هذه الألعاب عملاق ضخم الجثة يسمي نفسه (الأستاذ شوال) ولهذا الأستاذ شوال (جوقة) تضم بين أفرادها قزما صغير الجسم كريه المنظر ولكنه مع ذلك يتمتع بقوة جسدية هائلة بحيث إنه يستطيع أن يرفع بسهولة رجلا يكبره بثلاثة أضعاف حجمه.
ومن الألعاب الطريفة المستحبة عند المصريين في الموالد لعبة (أبو فيران). والأدوات المستخدمة في هذه اللعبة منضدة صغيرة مستديرة مثبت على حافتها منازل صغيرة لكل