وبدأت سلسلة من التجارب لإذابة زلاليات البذور واستخلاص الألياف منها حتى تكللت التجارب بالنجاح وحصلوا على ألياف تشبه الصوف في كثير من خواصها.
وانتقلت عدوى البحث إلى معهد الصناعات الكيماوية الإمبراطوري وبدأ تجاربه بطرق مثالية يختبر صلاحية البذور المختلفة ليدرس كمية الزلاليات التي تصلح في كل منها لإنتاج الألياف المرموقة.
واستمرت التجارب فترة تيسر فيها فصل مواد الفول السوداني وأتيح منها الحصول على الألياف المطلوبة وعلى استخراج نوع من زيت الأراشيس الذي يصلح في عمل المسلي الصناعي. ووجد أنه يحتوي على ٢٨ % من وزنه من الزلال ومن ٤٨ إلى ٥٠ % من زيت الأراشيس وعلى ١١ % من مواد نشوية وسكرية.
ومعنى هذا إنه يمكن استغلال كل مادة الفول السوداني لأن المواد النشوية والسكرية غذاء جيد لكافة الحيوانات كما أن الطن من الفول يصلح لإنتاج ٥٠٠ رطل من ألياف الأرديل في لون (كريم).
واختيرت خواص الألياف الناتجة فوجد أنها تمتص الرطوبة مثل الصوف ولها قدرته على التدفئة وغيرها من الخواص التي تميز الصوف عن غيره من الألياف.
وانتقلت التجارب إلى مرحلة صنع القماش من الألياف الجديدة فأثبتت أن أفضل طريقة لاستخدامها هي خلطها بمقدار مساو لها من الصوف وعلى هذا الأساس يتعذر على أي إنسان أن يفرق القماش الجديد من قماش الصوف الصافي وإن كان في الواقع يفضله لأنه أرخص منه في أسعار الإنتاج.
واتجهت تجارب الأمريكيين إلى ناحية أخرى فأقبلوا على دراسة زلاليات الذرة التي تعد قليلة القيمة من الناحية الغذائية، ومن ثم تفرعت الأبحاث في كل اتجاه وهدفها استغلال المواد القليلة الاستغلال وخاصة المواد التي تعتبر عديمة المنفعة مثل التالف من الصوف والحرير والجلود وجلود الحيوانات وريش الطيور وكل ما يحتوي على مواد زلالية.
والمعروف أن العلماء توجهوا من زمن بعيد إلى البحث عن ألياف تصلح للنسج من المعادن وهو ما يعرف (بالنيلون) وهو يختلف عن البحث الذي نحن قبله بأن بحثنا نباتي محض.