واتجه البحث في ألمانيا قبل نشوب الحرب إلى ناحية أخرى إذ جرب العلماء استخراج ألياف مشابهة للصوف من السمك. وكانت خلاصة أبحاثهم الحصول على خليط من الزلال والسيلولوز.
ومن الطبيعي أن جميع المواد الغذائية التي نتناولها تصلح مادة جيدة لهذه التجارب وخاصة اللحوم؛ كما حاول بعض العلماء في النمسا. ولكن بعيدي النظر يفضلون الاقتصار في تجاربهم على المواد القليلة الغذائية أو البقايا التي يتخلص منها الإنسان.
على أنه من الثابت أن المنسوجات الصناعية التي تستخرج من هذه المواد التالفة ستكون بالغة الأثر في الميدانين الاقتصادي والتجاري نظراً لرخص أسعارها، وفي كثير من الأحوال لجمال مظهرها وقابليتها لإظهار مودات جديدة.
زرع بدون تربة
لم تعد رمال الصحراء عديمة الفائدة من الناحية الزراعية. فبفضل الأبحاث الكيمائية الزراعية الأخيرة التي أجرتها بعض المعاهد الأمريكية تيسر الاستغناء عن التربة وزرع المنتجات الزراعية في الصخر على أن تغذي البذور بالمواد الكيماوية الضرورية لحياتها.
وظهرت هذه الحاصلات بكثرة ساعدت كثيراً على توفير المواد الغذائية للقوات المحاربة. وطريقة الزراعة الكيميائية هي نثر البذور في طبقة من الحصى والرمال والأحجار سمكها عشرة سنتيمترات تمهد مائلة وتنتهي مساحات أرضها بمجموعة من الحفر تزود بالطلمبات التي تمتص محلولها المحمل بالمواد الكيماوية اللازمة ثم ترسلها في أنابيب تفرغها في أعلى المنحدر الزراعي فتأخذ منه البذور كفايتها ثم يعود الباقي إلى الحفر ليعاد امتصاصه وتفريغه على البذور عدة مرات كل يوم.
لا حرث ولا عزق
ومن فوائد هذه الطريقة الاستغناء عن حرث الأرض وعزقها كما أنها تعرض جذور النبات للهواء فيحصل على مقدار وافر منه وتقل في حقول النباتات الكيميائية الحشرات الضارة.
وأنتج الفدان الواحد من الأرض بهذه الطريقة ٢٥٠ طناً من الطماطم و٥٠٠ بوشل من البطاطس ووفرت عشرة في المائة من النفقات الزراعية التي تتكفلها الأرض العادية.