تعيين آية صريحة في القرآن الكريم تشير بصراحة إلى الصلوات اليومية الخمس وتذكرها عداً دون تفسير ولا تأويل
ويظهر من أقدم الآيات والسور القرآنية أن النبي وأصحابه كانوا يصلون بين البعث والإسراء، ففي سورة العلق وهي من السور المكية ومن أول ما نزل من القرآن:(أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى) مما يدل على أن المسلمين كانوا يصلون. وفي الأخبار أن الرسول بعد أن صلى الصلاة الأولى أتى خديجة بنت خويلد فتوضأ وتوضأت وصلى وصلت كما صلى الرسول؛ ثم رآه علي بن أبي طالب ففعل كما رآه يفعل مما يدل على أن الصلاة كانت معروفة قبل الإسراء بزمن؛ فالمعروف أن وفاة خديجة كانت قبل الهجرة بثلاث سنين أي في السنة العاشرة من البعثة وهي أول من آمن به من النساء كما هو معلوم، ومن المعروف في كتب السير أيضاً أن (الرسول كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا. ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي ما هذا الدين لذي أراك تدين به؟ قال: أي عم! هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم. وكانت وفاة أبي طالب قبل الإسراء في العام الذي توفيت به خديجة فلو أخذنا بهذا الخبر وجب علينا إذاً أن نعترف بأن الصلاة كانت مفروضة منذ أيام الوحي الأولى.
إذاً كيف بدأت الصلاة وهل كانت على الطراز الذي نقوم به في الوقت الحاضر؟ لا. كانت تختلف بعض الاختلاف عن الصلوات الخمس، كانت ركعتين ركعتين أي أن كل صلاة هي ركعتان فقط كما هو في صلاة الصبح في الوقت الحاضر أو في صلاة المسافر. وقد اختلفوا في أول صلاة صلاها الرسول: يقول أحمد بن واضح اليعقوبي: (وكان أول ما افترض عليه من الصلاة الظهر، أتاه جبريل فأراه الوضوء فتوضأ رسول الله كما توضأ جبريل ثم صلى ليريه كيف يصلي فصلى رسول الله) وقد ذهب هذا المذهب نفر من الرواة أيضاً
والذي أراه أن الرواية ضعيفة لما ذهب إليه بعض المفسرين من أن صلاة الظهر هي (الصلاة الوسطى) التي ورد ذكرها في القرآن الكريم (حافظوا على الصلوات والصلاة