الاعتماد على سواعد الآخرين، لذلك لا يعرفون رابطة قومية أو دينية ولا تجمعهم عصبية أو جنسية، هذا التفكك القومي نراه ظاهراً حتى بين أفراد الأسرة الواحدة فإذا بلغ أحد أفرادها سن الكبر أو أصيب بمرض أو عاهة تمنعه من القيام ببعض الأعمال الضرورية بحيث يصبح عالة على غيره حق للأولاد والأفراد الآخرين أن يأخذوا هذا المسكين إلى مكان بعيد مرتفع ثم يجردونه من لباسه ويتركونه عرضة للرياح القارسة إلى أن يموت. وليس هناك قيود عائلية أو زوجية قوية كما بين باقي الأمم، بل هي شكلية من حيث المأوى والاشتراك في الأعمال المنزلية وتربية الصغار وأعمال الصيد وغيرها. والغريزة الجنسية يمكن أن تقضي بين أي فرد من أفراد العائلة أو غيرها، بين الجار وجارته وبين الأخ وزوجة أخيه والأخ وأخته حتى بين الأب وابنته والولد وأمه. ويمكن أن يجري هذا العمل بحضور الزوج الأصيل وعلى مرأى منه دون أن يبدي أي اهتمام (بشرط أن يأذن بذلك) إلا أن هذه الأعمال البهيمية آخذة في الزوال بعد اختلاطهم بالأقوام المتمدنة وخاصة بعدما توافدت عليهم البعثات الدينية التبشيرية. وبعد أن صاروا يسافرون لبيع متاجرهم إلى غروتنلندة وشمال أمريكا وآسيا وهم آخذون في الرقي والتمدن تدريجا.
أما لغتهم فإنها ضيقة محدودة بحدود المناطق التي يتجولون فيها فهي قليلة الكلمات كثيرة المعاني، تفيد الكلمة الواحدة منها معنى عشر كلمات أو أكثر من اللغات الأخرى. لذا وضعت في جملة اللغات الجامدة التي يحق أن تكون مثلها الأعلى في الجمود، وهم أميون ولا كتابة للغتهم
طبائعهم وعاداتهم: إن القزم بعضلاته القوية وساعديه المفتولين وساقيه الأعوجين يستطيع بكل سهولة أن يصعد أشهق الجبال دون أي جهد أو كثير عناء، فيقذف بحبله على صخرة عالية حتى إذا ما علق بها جربه مراراً، فشده بقوة وتعلق به، فإذا تأكد من ثباته لف طرفه على ساقه وصعد عليه بسرعة، فلا تكاد تراه في أسفل الوادي حتى تراه يتراكض فوق قمة الجبل، ثم ينزل ويضرب حبله حتى يسقط فيأخذه وينصرف. وهم ذوو شجاعة وصبر ورأي سديد ونفوس أبية وقلوب رحيمة شفيقة يكرمون الضيف ويؤثرونه على أنفسهم. وهم فطريون يميلون إلى النكتة واللهو الضحك والفكاهة، فيخزون بعضهم ويثرثرون ويسحبون الزحافات إلى الخلف أثناء مسيرها ويقهقهون، أما الكذب والمكر والخداع والبغض