يا سيدتي. . . ولكني رجل منهوك، مصاب بالنقرس المزمن، وقد أشار علي الطبيب بتدفئة قدمي. . . هذا إلا أنه علي أن أذهب في الحال لضبط بيان قرينة الجنرال (شفليتسين) ولا يمكنني الذهاب حافي القدمين).
- (ولكن ماذا تبغي؟ أي بيان؟!).
- (ليس بيان يا سيدتي. . . إنما أشير إلى حذائي. فإن سميون - ذلك الخادم الغبي - نظفه وتركه خطأ في غرفتك. فأشفقي على ضعفي وناوليني حذائي) ثم تلا ذلك صوت خفيف، ثم نهوض من الفراش ووطئ نعال، وبعد ذلك انفرج الباب قليلا، وألقت يد نسائية مكتظة زوجاً من الأحذية إلى مركين. فشكرها (ضابط البيان) وانطلق إلى غرفته. ولكنه ما لبث أن دمدم وهو يدخل قدميه في الحذاء:(عجباً. . . يخيل ألي أن هذا ليس بحذائي. . . ومع ذلك فكلا الحذاءين لا يصلح إلا للقدم الشمال. . . سميون ما هذا بحذائي. . . فحذائي ذو لسان أحمر. . . وليس به ثقوب. . . أما هذا فخال من الألسنة الحمراء كما أنه ملآن بالثقوب!) فالتقط سميون الحذاء، وأخذ يقلبه في كفيه أمام عينيه. . . ثم لم يلبث أن قطب ما بين حاجبيه وقال في تذمر هذا حذاء (بافل ألكسندرتش)
- (أي بافل الكسندريسن؟!).
- (الممثل. . . إنه يحضر هنا كل ثلاثاء. . . لابد أنه تحذى حذاءك بدلا من حذائه. . . وأحسب أني وضعت حذاء كل منكما في غرفة الآخر).
- (وعلي بعد ذلك أن أغيره!. أليس هذا ما ترمي إليه. . . أيها الأبله؟). فقال سميون في سخط (أصبت. . . أمضي واسترد حذاءك إذاً. . . ترى أين يكون الآن؟ لقد خرج منذ حوالي ساعة. . . ومن العبث أن نبحث عن. . .). فقال مركين (ألا تدري أين يسكن؟!).
- (ومن الذي يمكنه أن يدلك على ذلك؟ أنه يأتي إلى هنا كل ثلاثاء. ولست أدري أين يقطن. . . أنه يمكث هنا ليلة واحدة. . . فما من مندوحة سوى أن تنتظر حتى الثلاثاء القادم). فتحوب مركين قائلا (هنا أتقول هذا أيها الوحش؟!!. ما عساي أصنع الآن وقد أزف الموعد الذي يجب أن أكون فيه بحضرة قرينة الجنرال (شفليتسين)؟. أفقهت أيها الحقير؟. آه تكاد قدماي أن تتجمدا. . .).
- (يمكنك أن تستعيد حذاءك قبل ذلك. . . احتذي هذا الزوج. وامض به حتى المساء، ثم