العوائق دون وصول هذا الأدب إليهم، فقد يكون المرجع في ذلك إلى نظام النشر والتوزيع
ثم أردت القضاء على مظنة الأثرة العنصرية فقلت: وبعد هذا ينبغي أن نذكر أن نصيب الأدباء المصريين والأدباء السوريين من تنويه الصحافة العربية في مصر سواء، وإن كثيراً من الصحف العربية في مصر يديرها أناس من السلالة السورية، فلا يتهمون في هذا الصدد بالإجحاف والمحاباة
ولاح لي أن السامعين عارفون بمكان الصدق والصواب من هذا الجواب على ذلك السؤال، ولكن صاحبنا السائل الخطابي لم يقلع عن عتبه، ولم يزل مصراً على حقه هو في نشر كل ما يبعث به إلى (الرسالة) و (الثقافة) من المنظوم والمنثور، فعاد يقول: أننا هنا لا نحفل بصحف الأخبار ولا بآراء الدهماء، ولكننا لننظر من أمثال الأستاذ الزيات والأستاذ أحمد أمين غير ما ننتظره من أصحاب تلك النشرات
وختمت الجواب واعداً بالتبليغ، مزكياً موقف (الرسالة) و (الثقافة) فيما تنشران، معتذراً من توجيه إليهما فيما لم تنشراه، لأنني لم أقراه ولم أعرف مدى حقه من النشر والإهمال. فلعلل اللوم على المرسل لا على المرسل إليه!. . . ولعل الصحيفتين المنصفتين قد أخلصتا للقراء فاستهدفتا لهذا العتب من بعض الكتاب!
وانتهت السهرة بحادثة طريفة لا تخلو من دلالتها الأدبية. فإننا خرجنا من النادي بعد ختام الأسئلة والأجوبة، فإذا بسيارة من السيارات التي وقفت على بابه ضائعة، وإذا بها سيارة الكاتب المعروف الأستاذ عيسى العيسى صاحب جريدة فلسطين وشيخ الصحافة الفلسطينية
قال الأستاذ: سأعود عليك بطلب التعويض، لأنك أنت المسؤول عن ضياع السيارة، فقد ترك السواقون سياراتهم ودخلوا النادي ليسمعوك، وكانت سيارتي مطلقة الدواليب، فوقع عليها اختيار اللصوص دون غيرها من السيارات
قلت: بل أنت المسؤول عن محبة اللصوص إياك، واختصاصك أنت بالسرقة دون سواك، فلعلهم طمعوا في مالك إكراما لأدبك، ولعلهم كافئوك بما استطاعوه على تعصبك للأدب، حتى في اختيار السواق!
ولطف الله بعض اللطف في مشكلة التعويض، كائناً من كان المطالب بالعوض، لأن الشرطة عثرت على السيارة في اليوم التالي مزوية في بعض الطريق. . . ولكن بغير