والسلام عليك من (القابع) في داره، البعيد عن (شجرة البغي)
المخلص
أمين الريحاني
ثم نتجادل بعد رسالته هذه في شهر رمضان سنة ١٣٤٤ في جريدة (الميزان)، وهي صحيفة أدبية كان الأديب النابغ الناقد الأستاذ أحمد شاكر الكرمي - رحمة الله عليه - بنشرها في دمشق:
(زين لشباب أبو فراس م لم يمتع بالشباب)
ولقد فقد الأدب بغيبة أحمد شاكر الكرمي خيراً كثيراً كان يرتجيه من ذاك النبوغ
أخبرني مدير مدرسة في مدينة الناصرة أنه سأل الأستاذ الريحاني حين مر بها عن سبب (المناظرة بينه وبين النشاشيبي)؟ فقال:(أردنا أن نعلم الناس كيف يتناظرون). ولهذا الجواب قصة أدع ذكرها اليوم، وفي الطبعة الأخيرة للريحانيات إرشادة إلى شئ منها. وهذه نتف مما قلته في الجدال:
(دع ذا، وجئ الآن إلى قول الأستاذ: إن الإنشاء فن، والإفراط في الكلف بالفن خسران. وإن اللغة ذريعة واتخاذ الذريعة المقصد المنشود - ضلال. وقل له بعد تحية ثانية:
الحق أن اللغة لم تلك إلا ذريعة، وما هي إلا ابنة لغة الذي هو اليوم أدنى من الإنسان (وإن لم يراد سن الإنسان أعلى منه) ولكن المرء قد تفنن في هذه الذريعة (كما تفنن في ذرائع الشر. . .) فجاء منها الفن: جاء الشعر، وجاء النثر، وجاءت تلك الصفحات العبقرية. وراح ذاك الفن يتهادى مع سائر اخوته من الفنون الفتانة. والرقص من هذى الفنون. وإن الرقص لفتنة، إن الرقص لفتنة، وقد أضاف الدين كاتب إفرنجي ملعون إلى تلك الفنون. .
فإن قلنا: إن من اللغة فناً وجب أن نحتفظ بذاك الفن، وأن نعنى به عنايتنا بغيره من الفنون، وأنه لأحق بالترحيب والاهتمام به من غيره. وإن كان فن الموسيقى أو المصور مما يهذب نشء الأمة فالنثر القرآني أعنى النثر العبقري والشعر العلوي أثرهما في تهذيبهم أكبر
وإن عددنا الفن (كما عده كاتب إفرنجي يوم هاجت سرقة تلك الصورة قومه) سخافة أو