البشير، وأما الخفقة فتجاوبك مع الريح، يا علمي الحبيب!
والآن. . . حين أمضي أيها الخفاق، في هذا الشارع النضر المتسع الرحاب، في طريق (كيوان) و (الربوة) تنسق بي الخطى مع طائفة من رجالنا المخضرمين. . . أنهم شهدوا في مثل هذا اليوم وهذه الساعة وهذا الطريق، الجيوش المعتدية الظافرة تدخل دمشق دخول الجبارين، فأغمضوا أعينهم على القذى، وشدوا قلوبهم على الألم، وانطووا في نفوسهم على حرقة لاذعة!
واليوم. . . اليوم تكتحل أعينهم بالموقف الخالد، فيشهدون الفرق الوطنية الظافرة تحفظ على دمشق جبروتها وكرامتها وعزتها. أنهم ليستعبرون عبرة الفرح، وتتفتح قلوبهم على شذى (الغبطة) وتعود إليهم نفوسهم راضية جذلة. . .
يا ما أمتع حديثهم، يا علمي، أنه حديث الصبر المظفر، والعقيدة المنتصرة!