للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

البشير، وأما الخفقة فتجاوبك مع الريح، يا علمي الحبيب!

والآن. . . حين أمضي أيها الخفاق، في هذا الشارع النضر المتسع الرحاب، في طريق (كيوان) و (الربوة) تنسق بي الخطى مع طائفة من رجالنا المخضرمين. . . أنهم شهدوا في مثل هذا اليوم وهذه الساعة وهذا الطريق، الجيوش المعتدية الظافرة تدخل دمشق دخول الجبارين، فأغمضوا أعينهم على القذى، وشدوا قلوبهم على الألم، وانطووا في نفوسهم على حرقة لاذعة!

واليوم. . . اليوم تكتحل أعينهم بالموقف الخالد، فيشهدون الفرق الوطنية الظافرة تحفظ على دمشق جبروتها وكرامتها وعزتها. أنهم ليستعبرون عبرة الفرح، وتتفتح قلوبهم على شذى (الغبطة) وتعود إليهم نفوسهم راضية جذلة. . .

يا ما أمتع حديثهم، يا علمي، أنه حديث الصبر المظفر، والعقيدة المنتصرة!

لعينيك، يا علمي، لألوانك الزاهية، ونجومك الزاهرة، وبريقك الحلو. . . هذه العزمات المتدفقة كهذا النهر، النقية كهذه السماء، الرائعة كهذا المساء!

أنك بضعة قلوبنا، يا علمي، فاخفق في ذرى الوطن حارساً وأميناً. . . ولتتحدث نسائمك إلى شهداء ميسلون تحمل لهم الحياة والفرحة. . .!

(دمشق)

شكري فيصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>