أحسن كلب في كمبرلند، وعلى إعادة طهي مأكولات زوجها، وحمله على السهر ليلا متهمة إياه بتهم شتى. . . . .!). (حين يدأب على تبديد دخله والتمتع بسمعة رديئة في الجبال والسهر ليلا. . .)، فانصرف القاضي إلى مهامه. وقدم مقعده الوحيد وكرسي مطبخ إلى زائريه. ثم فتح كتاب الأحوال الشخصية على المنضدة وألقى نظرة على محتوياته ومسح منظاره وأزاح المحبرة. ثم قال:(القوانين والأحوال الشخصية لا تقول شيئاً في شأن موضوع الطلاق. هذا فيما يتعلق باختصاصات هذه المحكمة. ولكن العدالة والدستور والقانون الذهبي تنطوي جميعها على مساومة من ناحية واحدة فقط. فبدهي أن القاضي الذي يستطيع أن يزوج رجلا وامرأة يستطيع أن يطلقهما، وهذا المكتب هنا سيصدر شهادة الطلاق تقرها المحكمة العليا). وأخرج رانسي بلبرو من جيب سرواله علبة طباق صغيرة ونثر منها ورقة من فئة الخمسين دولارات على المنضدة وقال:(لقد بعت جلد حيوان وفراء ثعلبين بهذا الثمن، وهو كل ما أملك).
فقال القاضي:(إن الرسوم العادية للطلاق في هذه المحكمة هي خمسة دولارات). وتناول الورقة المالية ودسها في جيب الصديري المنسوج في المنزل، وتصنع عدم المبالاة. وكتب شهادة الطلاق على نصف ورقة فولسكاب ثم أعاد كتابتها على النصف الآخر، وبلغ في هذا جهد جسمياً كبيراً وتفكيراً ذهنياً مبرحاً. وأنصت كل من رانسي بلبرو وزوجته إلى تلاوته للوثيقة التي سوف تمنحها الحرية: قال: (ليعلم الناس جميعاً بمقتضى هذه الشهادة أن رانسي بلبرو وزوجته أريلا بلبرو حضرا اليوم أليّ شخصياً وتعهدا ابتداء من اليوم بأنهما لن يحيا أو يحترما أو يطيع أحدهما الآخر سواء أكان ذلك للخير أم للشر. وأقر بأنهما يتمتعان بجسم وعقل سليمين وانهما قبلا شروط الطلاق حسب نظام الولاية ووقارها. فلا تعثرا وليعينكما الرب. . . الإمضاء. . . بناجا ويدب القاضي لمقاطعة بيد مونت بولاية تنيسي ومن أهلها)
وهم القاضي بتسليم إحدى الوثيقتين إلى رانسي حينما ارتفع صوت أريلا. فنظر كل من الرجلين إليها وفوجئا بما لم يكونا يتوقعان منها. فقد قالت: (مهلا يا سيدي القاضي، لا تسلمه هذه الورقة. لم نسو كل شئ بعد. ينبغي أن أنال حقوقي أولا. يجب أن أحصل على نفقتي أولا، ليس هذه هي طريقة طلاق رجل من امرأته دون أن يترك لها ما لا تعيش به.