الطلاق؟ لا سبيل إلى حمل البعير على البقاء). فقالت أريلا وعيناها إلى كرسي المطبخ:(إنما طلب الطلاق غيري. وليس هناك من لا يرغب في البقاء) - (لم يقل ذلك أحد قط).
- (أعتقد أنه يحسن أن أتأهب لزيارة أخي إيد).
- (ولكن أحداً لا يستطيع أن يملأ ساعة الحائط؟).
- (هل تريدني أن أعود معك في المركبة لأملأ الساعة يا رانسي؟). وكانت ملامح رجل الجبال برهاناً ضد عاطفته. غير أنه مد يداً ضخمة إلى أريلا وقبض بها على يدها الرقيقة الداكنة. فانفرجت أسارير وجهها العبوس مرة ثانية.
وقال رانسي:(لن تعود الكلاب إلى إزعاجك. فقد أدركت أني كنت سافلا دنيئاً. ستملئين تلك الساعة يا أريلا).
فهمست له:(إن قلبي يدق في هذا الكوخ يا رانسي. هيا معك. لن أعود إلى جنوني ثانية. دعنا نرحل يا رانسي حتى نبلغ البيت قبل مغيب الشمس). وتدخل بناجا ويدب القاضي لما رآهما يتأهبان للرحيل وقد نسيا وجوده فقال:(باسم ولاية تنيسي أمنعكما جميعاً من العبث بقوانينها ونظمها. إن هذه المحكمة على استعداد كبير، بل ويسرها أن ترى سحابات الخصام وسوء التفاهم وقد انقشعت من قلبين شابين يتبادلان الحب، ولكن من واجب المحكمة أن تحرص على الأخلاق وعلى الاستقامة في الولاية. وتذكركما المحكمة أنكما لم تعودا رجلا وزوجته، وإنما أنتما مطلقين بقسيمة رسمية، فلستما إذن أهلا للتمتع بمزايا الشركة الزوجية). ومضى القاضي فقال: (غير أن المحكمة على استعداد لأن تلغي القيود التي فرضتها قسيمة الطلاق. فالمحكمة على استعداد أن تعترف بمراسيم الزواج الشريفة السامية التي يبغيانها. ورسوم مراسيم الزواج قدرها في هذه الحالة خمسة دولارات.
وتبينت أريلا في حديثه وميضاً من الأمل. فأسرعت بوضع يدها في صدر ثوبها وألقت بالورقة المالية على منضدة القاضي. وتلون خداها الشاحبان وقد وضعت يدها في يد رانسي بنصتان لحديث اللقيا. ثم ساعدها رانسي على ارتقاء المركبة، وركب جوارها، ودار البغل البني الصغير مرة أخرى، واتخذ وجهته شطر الجبال وقد التقت كفاهما وتعانقتا. وعاد القاضي بناجا ويدب إلى الجلوس عند باب مكتبه، وخلع نعليه. ثم تناول الورقة المالية مرة أخرى ودسها في جيب الصديري. ودخن غليونه العتيد مرة أخرى.